بكين – (رياليست عربي): ليس هناك مجال للتسوية بين موسكو وكييف الآن، حيث يعتقد الجانبان أنهما قادران على الفوز، لذا فإن توقع اختراق دبلوماسي من جهود الوساطة الصينية أصبح الآن غير معقول، ومع ذلك، فإن رحلة الممثل الخاص للصين للشؤون الأوراسية، لي هوى إلى أوروبا وأوكرانيا وروسيا، يمكن أن تهيئ الأطراف لسيناريو مستقبلي حتمي حيث سيتعين على الجميع الجلوس والتحدث.
بالإضافة إلى ذلك، من غير الواقعي توقع أي اختراق دبلوماسي في هذه المرحلة، ومع ذلك، هذا لا يعني أن الصين ليست جادة فيما يتعلق بوساطة السلام المحتملة أو أن رحلة لي هوي إلى أوكرانيا وأوروبا وروسيا مضيعة بالضرورة، إذ أن أحد الأغراض الرئيسية لرحلته هو تقييم مواقف أصحاب المصلحة الرئيسيين والبحث عن أي نقاط محتملة للتسوية، بغض النظر عن مدى احتمال ظهورها الآن، بالإضافة إلى ذلك، إن الهدف الآخر هو إرساء الأساس لمفاوضات مستقبلية تلعب فيها الصين دوراً رائداً.
وجدير بالذكر أنه منذ 16 مايو/ أيار، يقوم الدبلوماسي الصيني لي هوي بجولة في كييف ووارسو وباريس وبرلين وموسكو، في العاصمة الروسية، ينتظرونه اليوم في 26 مايو/ أيار الجاري.
تدرك بكين بوضوح أن هذا صراع سيحدد مستقبل أوروبا، وتدرك بشكل صحيح بعض الاختلافات في المواقف تجاه الأزمة بين الدول الأوروبية المختلفة، وترى الصين، في رأيها، أن بإمكانها التوصل إلى اتفاق من خلال استغلال هذه الخلافات بين القوى الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، إن اختيار لي هوي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مؤيد لروسيا، جدير بالملاحظة لأنه مؤشر على أن الصين تريد طمأنة روسيا بأن المصالح الأمنية لروسيا لن يتم تجاهلها، وخلال الصراع، قدمت الصين أيضاً دعماً دبلوماسياً واقتصادياً كبيراً لروسيا، كل هذا سيساعد الصين على جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات في المستقبل.
في الوقت نفسه، كما يعتقد معظم الخبراء، سيتم تنفيذ معظم أعمال حفظ السلام خلف الكواليس في الوقت الحالي.