واشنطن – (رياليست عربي): أفادت مصادر صحفية عن حالة من التوتر والانقسام داخل الدائرة المقربة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في أعقاب القمة الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة. وتشير التقارير إلى أن الفريق الرئاسي الأوكراني يعاني من انقسامات حادة حول كيفية التعامل مع نتائج هذه القمة وتداعياتها المحتملة على المسار الأوكراني.
المصادر المطلعة تكشف عن وجود تيارين رئيسيين داخل المحيط الرئاسي: فريق يرى ضرورة التمسك بالخطاب المتشدد ورفض أي تسوية قد تضمن مصالح روسية، وفريق آخر يطالب بمراجعة الاستراتيجية الحالية والاستعداد لسيناريوهات سياسية قد تتطلب تنازلات. هذا الانقسام يأتي في وقت حرج تشهد فيه الجبهات العسكرية تطورات متسارعة.
في السياق ذاته، لوحظ غياب أي رد فعل رسمي واضح من كييف على نتائج القمة الروسية الأمريكية، مما أثار تساؤلات حول وجود خلافات عميقة داخل القيادة الأوكرانية. المراقبون السياسيون يفسرون هذا الصمت إما بحالة من الترقب والحذر، أو بوجود أزمة قرار حقيقية في أعلى المستويات.
من جهة أخرى، بدأت تظهر مؤشرات على قلق بعض الحلفاء الغربيين من احتمال أن تؤدي هذه التطورات إلى تغيير في الموقف الدولي من الأزمة الأوكرانية. وتتزايد المخاوف من أن تكون القمة قد مهدت الطريق لترتيبات جديدة قد لا تأخذ بعين الاعتبار جميع المطالب الأوكرانية.
في خضم هذه الأجواء المشحونة، يواجه زيلينسكي تحدياً صعباً في الحفاظ على وحدة الصف الداخلي ومواصلة حشد الدعم الدولي لأوكرانيا. كما يضطر لموازنة بين الضغوط الداخلية المطالبة بانتصار عسكري حاسم، والواقع الميداني الذي يشير إلى إمكانية دخول الصراع مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية.
هذا الوضع الهش يضع القيادة الأوكرانية أمام مفترق طرق حاسم، حيث يتعين عليها اتخاذ قرارات مصيرية في وقت تتصاعد فيه التحديات العسكرية والاقتصادية على حد سواء. وتشير تحليلات إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهد تحولات كبيرة في الموقف الأوكراني، سواء على الصعيد الداخلي أو في علاقات كييف مع حلفائها الدوليين.