لندن – (رياليست عربي): في تصريحات مثيرة للجدل عدها مراقبون معاكسة للمواقف الأطلسية والغربية من الصراع في أوكرانيا، أو مقدمة لتحول كبير فيها، لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن يطول أمد الحرب في أوكرانيا، ملمحاً إلى احتمال ألا تنتهي هذه الحرب قبل نهاية عام 2023، أي بعد أكثر من عام ونصف من الآن، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
هذه التصريحات ليس غريبة على بريطانيا، في ضوء الموقف العدائي لروسيا منذ بداية العملية العسكرية والتي عكسن نهج لندن القديم المتجدد من خلال اتباع التحالف القوي مع الولايات المتحدة والانسحاب من التحالف الهش مع القارة العجوز، بالتالي، إن ما يتوقعه جونسون يعود إلى تغذية هذه الحرب بإرسال خبراء من النخبة البريطانية إلى أوكرانيا، فضلاً عن شحنات الأسلحة، وآخر ما توصل إليه المعسكر الغربي هو البدء بمسرحيات الكيماوي لاتهام روسيا، وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث في هذه الحرب لأن الثمن سيكون باهظاً وسيضر بالأبرياء من المدنيين.
ومن العاصمة الهندية نيودلهي التي يزورها جونسون في محاولة منه لسحب الهند من روسيا من خلال عزل الأخيرة عن كل حلفائها، قال رئيس الوزراء البريطاني للصحفيين: “المحزن هو أن احتمال فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه الحرب بات أمراً واقعاً بالطبع”، بالتالي، هذا اعتراف صريح بأن النتيجة محسومة مهما حاول الغرب تغييرها، لكن الفوز حليف روسيا.
ويرى مراقبون أن تصريحات جونسون، الذين يعتبرونه من الصقور المتشددين حيال موسكو في الكتلة الأطلسية والغربية، قد تكون بداية لمراجعة تلك الكتلة لسياساتها من الأزمة الأوكرانية، في ظل تداعياتها الجسيمة التي تضرب العالم بأسره.
وأشاروا إلى أنها أشبه بناقوس خطر كذلك، حيث يكاد يكون من المستحيل أن يتحمل العالم استمرار هذه الحرب لأكثر من سنة و8 أشهر كما يتوقع رئيس وزراء بريطانيا، والتي في غضون أسابيع قليلة فقط من اندلاعها، أدخلت العالم في سلسلة أزمات اقتصادية وغذائية وطاقية لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن تبعاتها على الأمن والسلم الدوليين.
ورغم حالة العداء مع روسيا، هذا التصريح يعكس انفراجة مرتقبة سلماً أو حرباً بأن تنتهي هذه الحرب التي لم تضر أوكرانيا لوحدها بل أدخلت العالم في دوامة اقتصادية وسلمية خطيرة يأمل الجميع نهايتها.