واشنطن – (رياليست عربي). يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحرك غير معتاد مبكر وقوي للتأثير في انتخابات منتصف الولاية المقررة العام المقبل، في خطوة يقول جمهوريون إنها تعكس تراجع معدل قبوله والرهانات المرتفعة على مستقبله السياسي.
وبحسب عدد من الاستراتيجيين الجمهوريين، يكثّف ترامب اتصالاته بالمرشحين، ويصدر تأييدات مبكرة، ويضغط على عدد من أعضاء مجلس النواب لترك خطط الترشح لمنصب الحاكم أو مجلس الشيوخ والعودة للترشح لمقاعدهم الحالية — وذلك لتجنب انقسامات أولية قد تهدد الأغلبية الجمهورية الضئيلة في الكونغرس.
وبدأ هذا التصعيد بعد انتخابات 4 نوفمبر المحلية، عندما أظهرت استطلاعات الخروج أن الناخبين عاقبوا الجمهوريين على ارتفاع تكاليف المعيشة. وفي سلسلة اجتماعات لاحقة، دعا ترامب مساعديه إلى تركيز رسائل الحزب على قضية القدرة على تحمل التكاليف، والترويج لما يعتبره تقدماً في خفض الأسعار. وكانت الإدارة قد خفّضت تعريفات جمركية على بعض السلع الغذائية، لكن الأسعار العامة لا تزال مرتفعة.
ويشمل انخراط ترامب الآن إحاطات سياسية شبه يومية، ودفعات مكثفة من المكالمات لحلفائه، إضافة إلى مراجعات تفصيلية لاستطلاعات الرأي وبيانات التمويل الانتخابي، وفق مسؤولين مطلعين.
شعبية منخفضة… وهواجس خسارة الكونغرس
انخفض معدل الموافقة على أداء ترامب إلى 38% — وهو الأدنى هذا العام — وسط غضب شعبي من الوضع الاقتصادي. ويحذر بعض الجمهوريين من أن الرئيس غير الشعبي يكلّف حزبه مقاعده تاريخياً. كما أثارت تراجعه الأخير عن نشر ملفات وزارة العدل الخاصة بجيفري إبستين أسئلة حول مدى نفوذه السياسي.
ويصر ترامب على أن حزمة التخفيضات الضريبية الجديدة ستعزز فرص الجمهوريين، قائلاً إن استردادات الضرائب الأكبر في أبريل ستخفف استياء الناخبين من الأسعار. لكن محللين يقولون إن الضرائب لا تعالج مباشرة تكاليف الحياة اليومية وقد لا تغير قناعات الناخبين.
بقاء ترامب السياسي مرتبط بانتخابات 2026
يرى مستشارون جمهوريون أن انتخابات 2026 تشكل معركة بقاء للرئيس. فإذا خسر الحزب السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس، سيتمكن الديمقراطيون من تعطيل أجندته وربما بدء إجراءات عزل جديدة. وقال أحد العاملين الجمهوريين: «مجلس الشيوخ هو خط الدفاع الأخير».
وقد أصدر ترامب خلال الأشهر الماضية ما لا يقل عن 16 تأييداً لمرشحي مجلس الشيوخ وأكثر من 40 تأييداً لمرشحي مجلس النواب — وهو رقم مرتفع للغاية في هذه المرحلة المبكرة. كما أقنع عدداً من النواب بالتراجع عن الترشح لمناصب على مستوى الولاية لتفادي تمزيق الحزب.
ويقول ترامب إن أحد أسباب أداء الجمهوريين الضعيف هذا العام هو عدم وجود اسمه على ورقة الاقتراع. لذلك يخطط لقيادة الحملة بنفسه العام المقبل، مرتكزاً على تخفيضات الضرائب وحشد الناخبين ضعيفي المشاركة.
أما الديمقراطيون، فيقولون إنهم يرحبون بظهور ترامب المكثف، معتبرين أنه سيحفز قاعدتهم الانتخابية. وقال متحدث باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية: «كل توقف في جولته سيذكّر الناس بمدى صعوبة الحياة تحت سياساته».






