فلوريدا – (رياليست عربي). قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن من «الذكي» لزعيم فنزويلا نيكولاس مادورو التنحي عن السلطة، في إشارة إلى استعداد واشنطن لتصعيد حملتها الضاغطة على كاراكاس. وجاءت تصريحات ترامب، الاثنين، من منتجعه في مارالاغو، بحضور وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة تهدف إلى إزاحة مادورو، قال ترامب إن الأمر يتوقف على تصرفات القيادة الفنزويلية، محذّراً من أن استمرار التحدي قد يحمل عواقب وخيمة. وأضاف: «إذا لعب بقسوة، فستكون المرة الأخيرة التي يستطيع فيها اللعب بقسوة».
وتزامنت التصريحات مع مواصلة خفر السواحل الأميركي لعمليات اعتراض ناقلات نفط لليوم الثاني على التوالي، في محاولة لاعتراض ناقلة ثالثة تقول واشنطن إنها جزء من «الأسطول المظلم» المستخدم للتحايل على العقوبات. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم الاحتفاظ بالسفن المصادَرة وبما يقرب من 4 ملايين برميل من النفط الفنزويلي الذي تم الاستيلاء عليه، موضحاً أن الشحنات قد تُباع أو تُحوَّل إلى الاحتياطيات الاستراتيجية.
من جهته، اتهم مادورو واشنطن بالتدخل، داعياً ترامب إلى التركيز على القضايا الداخلية الأميركية. وتؤكد كاراكاس أنها لا دور لها في تهريب المخدرات، وتقول إن الإجراءات الأميركية تهدف إلى إسقاط الحكومة والسيطرة على احتياطيات فنزويلا النفطية — الأكبر في العالم. ووصفت السلطات الفنزويلية مصادرة الناقلات بأنها «قرصنة دولية».
ويأتي التصعيد مع توسع الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، الذي تقول واشنطن إنه مبرَّر بعمليات مكافحة المخدرات. وبحسب بيانات أميركية، نُفِّذت عشرات الضربات ضد سفن يُشتبه بضلوعها في التهريب في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي، وسط انتقادات قانونية وإشارات إلى سقوط أكثر من 100 قتيل.
وعلى الصعيد الدولي، انتقلت الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي، إذ طُلب عقد جلسة بطلب من فنزويلا وبدعم من روسيا و**الصين**. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «قلق عميق» إزاء العمليات الأميركية خلال اتصال مع نظيره الفنزويلي إيفان خيل، محذّراً من مخاطر على الاستقرار الإقليمي والملاحة الدولية.
كما دانت بكين الإجراءات الأميركية، معتبرةً إياها انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ولسيادة الدول. وفي رسالة وُزّعت على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حذّرت الحكومة الفنزويلية من أن أي حصار لتجارتها الطاقوية قد يربك أسواق النفط العالمية ويُلحق أضراراً باقتصادات أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وخارجها.






