الخرطوم – (رياليست عربي): تستمر الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بإظهار اهتمامها البالغ بما يحدث في السودان، والعنوان العريض حقوق الإنسان والانتهاكات.
فقد حذرت أمريكا والنرويج وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الجيش السوداني من أنهم لن يدعموا تعيين رئيس جديد للوزراء ما لم يتم ذلك بمشاركة قطاع واسع من المدنيين، وقالت تلك البلدان أن العمل الأحادي الجانب لتعيين رئيس جديد للوزراء وحكومة جديدة سيقوض مصداقية تلك المؤسسات ويهدد بإغراق الأمة في صراع .
لماذا تهتم واشنطن تحديداً بأحداث السودان؟
على مايبدو فإن الموقع الجغرافي لهذا البلد، إضافةً لكونه معبراً لنهر النيل بشكل كبير واستراتيجي هي من أهم تلك الأسباب، أيضاً، اهتمام إسرائيل به، حيث تسعى تل أبيب لمنع حصول أي ترابط بين الجيشين المصري والسوداني، فضلاً عن تغلغل إسرائيل الكبير في جنوب السودان، وبالتالي فإن حسم مشكلة شمال السودان بطريقة ملائمة لخصوصية الجنوب السوداني سوف تكون مكسباً للكيان الإسرائيلي.
وبمتابعة التصريحات الغربية يُلاحظ وجود نبرة سلبية ضد الجيش السوداني وقوات الأمن، التي يمكن أن تصبح المسؤولة الوحيدة عمّا ستؤول إليه البلاد، فضلاً عن تشديد واشنطن ومن معها على ضرورة أن لا يتسلم السلطة أي عسكري من الجيش أو الأمن، بل أن يكون مدنياً، وهنا يمكن أن نسمع عن أسماء وشخصيات تكون مرشحة أو مقبولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، تمهيداً لمرحلة انتقالية تحيك علاقات جيدة مع تلك الدول، لتستقر كدولة مصنفة ضمن أصدقاء أمريكا، كما هو الحال بالنسبة لجنوب السودان.
كما أن إرسال واشنطن لوفد دبلوماسي وأمني رفيع من المخابرات المركزية إلى السودان، ليقوم بعقد اجتماعات مع القادة العسكريين والسياسيين في الخرطوم، هو دليل على أن هناك سيناريو ستشرف عليه أمريكا في هذه الفترة لحسم المشهد السوداني الذي تعمه الفوضى حالياً.
خاص وكالة رياليست.