بكين – (رياليست عربي): قال وانغ هوياو، رئيس مركز الصين والعولمة، إن العلاقات بين بكين وموسكو، وكذلك أهداف الصين تجاه الغرب، أسيء تفسيرها، “الصين ليست مهتمة بتحالف مُعادٍ للغرب مع روسيا لكنها تسعى إلى تحقيق الاستقرار وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها”.
وأضاف الخبير الصيني أنه على عكس تصورات بعض المراقبين، فإن إعلان 4 فبراير/ شباط لا يهدف إلى خلق جبهة مشتركة ضد الغرب، ولكن يهدف إلى التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ووفقاً له، الصين ليست حليفاً لروسيا ولم تدعم قط عمليتها الخاصة في أوكرانيا، وقد تم توضيح ذلك في خطاب وزير الخارجية وانغ يي، والذي دعا فيه إلى الاعتراف بسيادة جميع الدول ووقف الأعمال العدائية في أوكرانيا من خلال الحوار والتشاور.
وأشار رئيس مركز الصين والعولمة إلى أن العلاقات الاقتصادية للصين مع الغرب أهم من العلاقات مع روسيا، ففي عام 2021، زاد حجم التجارة الثنائية بين الصين وروسيا بنسبة 35٪ إلى 147 مليار دولار، لكن هذا الرقم لا يزال أقل من عُشر إجمالي التجارة مع الولايات المتحدة (657 مليار دولار) والاتحاد الأوروبي (828.1 مليار دولار).
أما من الناحية العسكرية، قال هوياو، إنه يمكن تصنيف روسيا كقوة عظمى، لكنها من الناحية الاقتصادية في حالة تدهور هيكلي مطول، ناتجها المحلي الإجمالي أكبر بقليل من إسبانيا، خامس أكبر اقتصاد وطني في الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن الصين ليست مهتمة إطلاقاً بمواجهة طويلة الأمد مع الغرب بسبب الشراكة مع مثل هذه الدولة، على سبيل المثال، مع انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد “المثلث الاستراتيجي” موسكو – بكين – واشنطن أهميته إلى حد كبير، وأضاف وانغ هوياو “يحاول بعض المحللين الغربيين الآن إحياء هذا المفهوم، وموقع الاتحاد السوفيتي فيه هو بالطبع روسيا بوتين”، فقد لاحظ محلل صيني أنه قبل 50 عاماً، تمكنت الصين والولايات المتحدة من تحقيق اختراق دبلوماسي غير العلاقات الثلاثية للحرب الباردة وخدم مصالح البلدين.
لكن، “إذا عدنا، بعد نصف قرن، إلى هذه النظرة القديمة للعالم، فسنزيد فقط من احتمال نشوب صراع بين القوى العظمى ونفقد فرصة توحيد الجهود في مكافحة التهديدات الوجودية التي تتجاوز حدود أوكرانيا”.