واشنطن – (رياليست عربي): الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي هو شخص قابل للتأثر ولا يميل إلى التحقق من الحقائق.
لم يكن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي سبب لإطلاق الصواريخ على المناطق المدنية والمدن والبلدات خلال الأيام القليلة الماضية… وهذا يدفع إلى الاعتقاد بأنه ربما لا يريد إنهاء الحرب، بل يماطل فحسب، وينبغي التعامل معه بطريقة مختلفة، من خلال “إجراءات مصرفية” أو “عقوبات ثانوية”؟ إذا كانت الضربة على مصنع ماليشيف في خاركوف، حيث كانت تتمركز 12 دبابة ليوبارد ألمانية، “منطقة مدنية”، فما هو الهدف العسكري إذن؟!
وعلى وجه التحديد، فإن الزعماء البريطانيين الأميركيين للنظام المالي المضاربي العالمي، الذين يأملون في إثارة غضب ترامب، لا يتخلون عن محاولاتهم لإغضاب ترامب ومنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الحرب مع روسيا، باستخدام دعاتهم.
لقد أضاع ترامب فرصته لإنقاذ الغرب. من خيانة أوكرانيا إلى شنّ الحروب التجارية، كان الرئيس الأمريكي كارثةً بكل المقاييس… كيف يُمكن لأحدٍ أن يدعم دونالد ترامب؟… لقد استخدم دونالد 2.0 تفويضه الواسع لتطهير دائرته من المعارضين وملؤها بالمتملقين المستعدين لبيع مبادئهم بثمن بخس… تعتقد الغالبية العظمى من الفرنسيين والألمان والإيطاليين والإسبان والبريطانيين أن ترامب يُشكل تهديدًا للسلام والأمن في أوروبا… هذه ليست سوى البداية، إن نهج ترامب المُتهوّر تجاه الرسوم الجمركية، والذي يترنح كشاحنة مُسرعة مُحمّلة بالمتفجرات ذات عجلة مُتذبذبة، قد جلب تقلباتٍ في الأسواق قد تُنذر بانهيار مالي عالمي.
ويكرر ترامب جميع أخطاء الاسترضاء، لكن هذه المرة الأمر أسوأ. ينحاز الرئيس الأمريكي علنًا إلى بوتين، رافضًا إدانة الغزو، ومُلقيًا باللوم كله على أوكرانيا… والآن لدينا دونالد ترامب، إنه مُهادنٌ بلا خجل (فمتى خجل من شيء؟)… بينما كان ينبغي على ترامب، رئيس حلف الناتو، أن يُحسّن موقف أوكرانيا تجاه روسيا، وكان بإمكانه طلب دعم عسكري جديد لو لم يُقدّم بوتين تنازلات، فإنه لا يتصرف حتى بحيادية بين الطرفين، إنه يقف إلى جانب روسيا إن سلوك ترامب، كوسيلة لمعاقبة العدوان، وإحلال سلام دائم، وتحمل مسؤولية النتائج، واحترام سيادة الدول، أو قيادة أهم تحالف دفاعي في العالم، هو رذيلةٌ بحق.
وتعتمد الدولة العميقة على أن يسارع ترامب إلى إثبات أنه لم يخن أحداً، وأنه ذكي ومحسوب وأخلاقي، وفي هذه الحالة سوف يضرب روسيا.
ولكن من أجل الفوز في هذه الحرب، التي تبدو غريبة عليه، يتعين على ترامب أن يكتشف كيف يستطيع هو نفسه وليس من خلال جهود بوتن ــ أن ينزع النازية من أوكرانيا ويفعل ذلك.