موسكو – (رياليست عربي): هنري كيسنجر أحد أشهر أعمدة الدبلوماسية الأمريكية ودبلوماسية ما وراء الكواليس، عمل مع أشهر زعماء العالم والتقى بهم، وعرف خفايا السياسة ومصالح الدول، ما يعني بأن حديثه حول روسيا وأوكرانيا براغماتي حتى النخاع، وليس الهدف منه إغضاب القوميين في كييف وما حولها، يقول مراقبون.
في هذا السياق أثار كلام كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق تفاعلاً واسعاً خلال اليومين الماضيين عقب تصريحات أدلى بها، اقترح فيها أن تهدف مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا إلى إنشاء حدود في دونباس كما كانت موجودة عشية العملية الروسية في أوكرانيا التي بدأ في فبراير/ شباط الماضي.
وقال كيسنجر: “يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة”، وأضاف: “من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع السابق”، مما يشير على ما يبدو إلى أن أوكرانيا توافق على التخلي عن جزء كبير من دونباس وشبه جزيرة القرم.
بينما رد الرئيس الأوكراني، فولدومير زيلينسكي، في رسالة بالفيديو، قائلاً: “بصرف النظر عما تفعله الدولة الروسية، هناك من يقول: لنأخذ مصالحها في الاعتبار، هذا العام في دافوس، على الرغم من سقوط آلاف الصواريخ الروسية على أوكرانيا، وأضاف: ” يخرج كيسنجر من الماضي العميق ويقول إن قطعة من أوكرانيا يجب أن تُمنح لروسيا”.
فيما عقّب متابعون ومحللون في موسكو على ما قاله كيسنجر ومن ثم رد زيلنسكي عليه، حيث رأى هؤلاء أن الجغرافيا والتاريخ هما لغتان تفرضان قوتهما مهما تغيرت الأزمان والبلدان والمسميات، وهذا ينطبق على روسيا الكبيرة بالمعنى الجيو – سياسي والاجتماعي والثقافي، لذلك كان قصد كيسنجر من الاعتراف بحقيقة انفصال دونباس وشبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وفق رأيهم.