موسكو – (رياليست عربي): في الشهر الماضي، نُظم اجتماع سري في المملكة العربية السعودية جمع أوكرانيا وحلفائها من مجموعة السبع وممثلين عن دول الجنوب العالمي، بهدف الحصول على دعم دولي لشروطها في محادثات السلام مع روسيا، وتمت اللقاءات يوم 16 ديسمبر وسط أجواء سرية لتسهيل المناقشات بحرية أكبر حول “صيغة السلام” وخطط تعزيز عملية السلام، إلى جانب استكشاف طرق للتفاعل مع روسيا في المستقبل.
وفي ظل تقارير تشير إلى عدم تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الاجتماع، استمرت أوكرانيا وحلفاؤها في مجموعة السبع في مواجهة ضغوط دول الجنوب العالمي للتعامل المباشر مع روسيا، وشارك في الاجتماع ممثلو الهند والمملكة العربية السعودية وتركيا، في حين لم تُرسل الصين والبرازيل والإمارات مفاوضين.
أكدت أوكرانيا وحلفاؤها في مجموعة السبع على ضرورة احترام وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، مؤكدين على عدم تغيير أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدم إظهاره أي رغبة جادة في التفاوض الجاد، وأشادوا بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع التأكيد على استمرار دعمهم لأوكرانيا.
تأتي هذه التطورات وسط خطط لعقد اجتماع أكبر في سويسرا الأسبوع المقبل، والذي من المقرر أن يُجرى في دافوس قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، بمشاركة ممثلين من أكثر من 100 دولة، ورغم توقعات بعض القوى بأن عقد قمة قادة الدول في الأشهر المقبلة قد يكون مبكرًا، يرغب آخرون في إشراك روسيا بشكل فوري في عملية التفاوض.
كما من المتوقع أن يثير هذا الاجتماع السري بين أوكرانيا وحلفائها ردود فعل قوية من روسيا، خاصةً في ظل التوترات الجارية بين الطرفين، حيث يتصاعد الصراع الجيوسياسي حول أوكرانيا، والتي تعتبر مسألة حساسة للغاية بالنسبة لروسيا، التي تعتبر المنطقة جزءاً من نفوذها التقليدي.
بالتالي، توضح محاولة أوكرانيا للحصول على دعم دولي لشروطها في محادثات السلام مع روسيا أنها تسعى لتعزيز موقفها وتحقيق تقدم في المفاوضات، ومع تصاعد التوترات بين الطرفين، يمكن أن يؤدي هذا اللقاء السري إلى مزيد من التعقيدات والضغوط على المشهد الدولي.
روسيا، التي تعتبر نفسها طرفاً رئيسيًا في الصراع، ستتابع بعناية أي تطورات جديدة في هذا السياق، يُتوقع أن ترفض روسيا بشكل حاد أي تدخل خارجي يهدف إلى تأثير الحسم في الأزمة الحالية، وسيكون لديها موقف حازم تجاه أي جهود تحاول فرض قرارات أو إجراءات تأثير على الصراع في شرق أوكرانيا.
كما يمكن أن يستخدم الجانب الروسي هذا الاجتماع كمبرر لزيادة حضورها وتوسيع نطاق تأثيرها في المنطقة، سيعزز هذا الأمر التصعيد في المشهد الدولي وقد يؤدي إلى مزيد من التوترات بين روسيا والدول الداعمة لأوكرانيا.
من الجدير بالذكر أن موقف روسيا من هذا اللقاء السري سيكون محور اهتمام دول العالم، حيث يترقب الجميع ردود الفعل والتصريحات الروسية المرتبطة بهذا السياق، تظهر هذه الأحداث جليةً أهمية الدور الدولي وتأثيره في تسوية النزاعات الإقليمية وكيفية تشكيلها للتوازنات السياسية في المنطقة.