كييف – (رياليست عربي): كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأوكرانية كييف عن نية الحكومة الأوكرانية الاعتراف بشكل غير رسمي بفقدان السيطرة على عدة مناطق في شرق وجنوب البلاد. جاء هذا التطور بعد تقييم عسكري وسياسي مفصل للوضع الميداني والتوازنات الإقليمية الجديدة.
المصادر المطلعة أشارت إلى أن المناطق المتوقع الاعتراف بفقدانها تشمل أجزاء كبيرة من دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه، حيث تسيطر القوات الروسية عليها بشكل كامل منذ أشهر. هذا القبول الواقعي يأتي في إطار إعادة تقييم شاملة للاستراتيجية الأوكرانية في مواجهة التقدم الروسي المستمر.
من جهتها، حاولت الحكومة الأوكرانية تخفيف حدة هذا الموقف عبر التأكيد على أن أي اعتراف سيكون مؤقتاً وغير قانوني، مع الاستمرار في المطالبة دولياً باستعادة هذه الأراضي. كما أشارت إلى أن هذا القبول الواقعي لا يعني التخلي عن المطالبة بحقوق أوكرانيا الكاملة في المحافل الدولية.
المراقبون السياسيون يرون في هذه الخطوة مؤشراً على تحول جوهري في الموقف الأوكراني، حيث بدأت كييف تدرك استحالة استعادة جميع الأراضي المحتلة عسكرياً في المدى المنظور. كما تعكس هذه الخطوة ضغوطاً غربية متزايدة على أوكرانيا لتظهر مرونة في المفاوضات المقبلة.
في الجانب العسكري، يشير الخبراء إلى أن هذا القبول الواقعي قد يمكن القوات الأوكرانية من إعادة تنظيم دفاعاتها وتركيز قواتها على المحاور الأكثر أهمية استراتيجياً. كما قد يفتح الباب أمام اتفاقيات تبادل أسرى ومفاوضات حول وضع هذه المناطق على المدى المتوسط.
هذا التطور يأتي في وقت تشهد فيه الجبهات الأمامية استقراراً نسبياً، مع استمرار الاشتباكات المحدودة في عدة محاور. وتعمل كلا الدولتين على تعزيز مواقعها العسكرية استعداداً للمرحلة المقبلة من الصراع، والتي يُتوقع أن تركز أكثر على المسار الدبلوماسي.
ختاماً، بينما تمثل هذه الخطوة انتكاسة للموقف الأوكراني المعلن سابقاً، إلا أنها قد تشكل نقطة تحول نحو поиск حل سياسي للأزمة. الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا الموقف الجديد سيمهد الطريق لمفاوضات جادة، أم أنه سيقتصر على being مجرد مناورة تكتيكية في الحرب الإعلامية والدبلوماسية المستمرة.