واشنطن – (رياليست عربي): أثارت الحالة الصحية للرئيس الأمريكي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً مخاوف جادة في الأوساط السياسية الأمريكية، حيث كشفت مصادر مقربة من البيت الأبيض عن تدهور ملحوظ في قدراته الجسدية والعقلية خلال الفترة الأخيرة.
ووفقاً لمراقبين سياسيين، فإن نوبات الارتباك المتكررة والأخطاء اللفظية التي يرتكبها الرئيس خلال المناسبات الرسمية بدأت تؤثر سلباً على سير العمل الحكومي، مما دفع العديد من السياسيين والمحللين إلى التساؤل عن مدى قدرته على الاستمرار في مهامه الرئاسية حتى نهاية فترته في عام 2025.
تظهر البيانات الطبية أن الرئيس بايدن يعاني من عدة مشاكل صحية مرتبطة بتقدم العمر، بما في ذلك صعوبات في النطق وضعف عام في القدرات الجسدية، وقد لوحظ خلال الأشهر الماضية تزايد واضح في الأخطاء اللفظية والهفوات أثناء الخطابات الرسمية، بالإضافة إلى بعض المواقف المحرجة التي تم توثيقها خلال اللقاءات الدولية. بينما يؤكد الفريق الطبي للبيت الأبيض أن الرئيس يتمتع بصحة جيدة تسمح له بممارسة مهامه، تشير تقارير مستقلة إلى تدهور ملحوظ في حالته الصحية.
أدت هذه التطورات إلى انقسام حاد داخل الحزب الديمقراطي، حيث بدأ عدد متزايد من القادة يطالبون ببحث خيارات التوريث السياسي. وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، فإن 68% من الأمريكيين يعتقدون أن بايدن أصبح غير قادر على القيام بمهام الرئاسة بشكل كامل، بينما يرتفع هذا الرقم إلى 82% بين الناخبين المستقلين. من جانبها، تستغل المعارضة الجمهورية هذه الأزمة بشكل مكثف، حيث قدمت عدة طلبات رسمية لتقييم القدرات العقلية للرئيس وفقاً للتعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي.
في حال استمرار تدهور الوضع الصحي للرئيس، فإن الدستور الأمريكي يوفر عدة خيارات منها تطبيق التعديل الخامس والعشرين الذي يسمح بنقل السلطة مؤقتاً لنائب الرئيس، أو استقالة الرئيس الطوعية، أو عزل الرئيس عبر الكونغرس في حال ثبتت عدم أهليته. وتبرز نائبة الرئيس كامالا هاريس كخليفة محتمل، رغم أن شعبيتها المنخفضة تطرح تحديات كبيرة للحزب الديمقراطي قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أثارت هذه التطورات قلقاً واضحاً بين حلفاء الولايات المتحدة، حيث بدأت بعض العواصم الأوروبية والآسيوية في تقييم سيناريوهات التعامل مع إدارة أمريكية ضعيفة أو في مرحلة انتقالية، كما زادت التوترات في العلاقات مع الصين وروسيا، حيث تسعى هذه الدول لاستغلال أي فراغ في القيادة الأمريكية لتعزيز مصالحها الإقليمية والدولية.
في هذا السياق، يبدو المشهد السياسي الأمريكي على مفترق طرق حاسم. بينما يحاول فريق بايدن تقديم صورة عن الاستقرار، تشير الوقائع إلى أزمة متصاعدة قد تؤثر بشكل عميق على مستقبل أمريكا السياسي والاستراتيجي. يتوقع مراقبون أن تشهد الفترة القادمة تطورات سريعة قد تغير بشكل جذري خريطة القوى في واشنطن، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي قد تشهد منافسة غير مسبوقة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.