باريس – (رياليست عربي). أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند يوم الخميس أن حزبه الاشتراكي (PS) مستعد للتنازل عن مقترحه الأساسي لفرض ضريبة على الثروة من أجل تمرير ميزانية عام 2026 وتجنب انهيار حكومي جديد، مؤكدًا أن المطلوب هو «ميزانية لا تُرضي أحدًا، لكنها تضمن استمرار الدولة».
وقال هولاند في تصريح لصحيفة فايننشال تايمز: «نحتاج إلى ميزانية لن يدّعي أحد أنها ملكه، لكنها تسمح للبلاد بالاستمرار».
وأشار الرئيس الأسبق، الذي يشغل حاليًا مقعدًا في البرلمان، إلى أن الحزب مستعد للتخلي عن ما يُعرف بـ«ضريبة زوكمان» — وهي ضريبة سنوية بنسبة 2٪ على الثروات التي تتجاوز 100 مليون يورو، سُميت تيمّنًا بالاقتصادي غابرييل زوكمان. وقد أثار هذا المقترح معارضة شديدة من أوساط رجال الأعمال والاقتصاديين، الذين حذروا من أنه سيضعف الاستثمار ويؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من فرنسا.
وكان الحزب الاشتراكي قد هدد بإسقاط حكومة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، التي لا تمتلك أغلبية في البرلمان، إذا لم تتضمن الميزانية زيادة الضرائب على الأثرياء. إلا أن هولاند أوضح أن الحزب «ليس متمسكًا» بنموذج زوكمان، وأنه منفتح على مقترحات بديلة لزيادة الإيرادات.
خيارات جديدة للضرائب وإيرادات أعلى
قدّم قادة الحزب يوم الإثنين تعديلًا جديدًا يقترح نسخة مخففة من الضريبة — 3٪ على الثروات التي تتجاوز 10 ملايين يورو، مع استثناء الشركات العائلية والمبتكرة. كما طرح هولاند خيارات أخرى تشمل ضرائب على الشركات القابضة والميراث، بهدف جمع ما بين 8 و10 مليارات يورو بدلًا من 6.5 مليارًا التي تتضمنها مسودة ميزانية لوكورنو.
وقال هولاند: «هناك عدة خيارات. لن تُقبل جميعها، لكن الاشتراكيين يجب أن يحققوا مكسبًا سياسيًا ملموسًا».
الاشتراكيون بين التوازن السياسي وتصاعد اليمين المتطرف
ويُنظر إلى الحزب الاشتراكي اليوم باعتباره القوة المرجّحة في البرلمان الفرنسي المنقسم، بعد الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي وأدت إلى فقدان الأغلبية البرلمانية لأي حزب.
وقد واجه لوكورنو، ثالث رئيس وزراء لماكرون خلال عام واحد، عدة تصويتات على الثقة وسط صعوبات في تمرير القوانين. وأشاد هولاند بماكرون «لمنحه أخيرًا لوكورنو مساحة كافية للتفاوض»، مضيفًا:
«ما يفعله ماكرون الآن هو ما كان يجب أن يفعله منذ البداية — تعيين رئيس وزراء قادر على بناء تسوية سياسية لإبقاء البلاد مستقرة حتى عام 2027».
وخلال فترة رئاسته بين 2012 و2017، فرض هولاند عدة ضرائب على الثروة والدخل المرتفع، ألغى كثيرًا منها ماكرون لاحقًا عندما كان وزيرًا للاقتصاد.
ومع تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية المقبلة، دعا هولاند إلى الاعتدال وإعادة بناء اليسار الوسطي.
وقال في ختام حديثه: «مرحلة التطرف اليساري بلغت سقفها. على اليسار المعتدل أن يستغل هذه الفترة لإعادة البناء والاستعداد للمستقبل».






