طرابلس – (رياليست عربي): تساءل تقرير نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية حول إمكانية إجبار أول وزيرة خارجية ليبية على ترك وظيفتها، أم أنها ستنجح في البقاء رغم الهجمات الإعلامية والتحريض والهجمات السياسية.
وأشار تقرير المجلة إلى أنه بالرغم من أن الهجمات قد هدأت خلال الأسبوعين الماضيين، لا سيما بعد أن اقتحمت مجموعة من رجال الميليشيات المسلحة فندق كورنثيا في طرابلس بحثاً عنها، وفق ما أظهرته لقطات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ويُسمع فيه شخص يسأل عن مكان المنقوش، التي لم تكن في المبنى في ذلك الوقت.
وأوضح التقرير بأن المنقوش لم تكن هي الهدف الرئيسي لرجال الميليشيا؛ غير أنها كانت من بين الشخصيات المستهدفة مع الشخصية الرئيسية، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وأضافت المجلة بأنه حتى قبل هذا الحادث، كانت الهجمات على وزيرة الخارجية مستمرة منذ تعيينها من قبل رئيس الوزراء عبد الحميد الديبة في مارس/آذار، خصوصاً بعد دعوة الوزيرة تركيا مراراً وتكراراً إلى سحب قواتها وكذلك المرتزقة السوريين من ليبيا.
وأشار التقرير إلى أن من أكبر منتقدي الوزيرة، خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى الاستشاري للدولة، الذي قال إنه ليس من “مهمة وزارة الخارجية” تعديل أو إلغاء أي صفقات تم توقيعها مسبقاً بين ليبيا ودول أخرى، مبيناً بأن المشري معروف عنه علاقاته الوثيقة مع أنقرة وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين الليبية.
وحذر التقرير من أن التحريض الأكثر خطورة ضد وزير الخارجية، والذي يمكن أن يعرض حياة الوزيرة “أم لطفلين” للخطر، هو الذي جاء على لسان المفتي ليبيا السابق، صادق الغرياني، الذي يعيش في تركيا، والذي وجه رسالة متلفزة عبر القناة التي يملكها “التناصح” دعا فيها جميع سكان طرابلس وقوات البنيان المرصوص إلى الخروج ، لرفض ووقف هذا النوع من “الهراء” قاصداً دعوات المنقوش لمغادرة القوات الأجنبية بما فيها التركية من ليبيا.
وبين التقرير أن الانتقادات الموجهة إليها ذات دوافع سياسية، ولكن العديد من الافتراءات تنبع من حقيقة أنها امرأة تشغل منصباً وزارياً رئيسياً في مجتمع يهيمن عليه الذكور. وفق المجلة.
واستغرب التقرير صمت رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة حتى الآن بشأن الهجمات على وزيرة الخارجية في حكومته، وبدأ الدبيبة وفق التقرير وكأنه يساعد منتقديها، ويزيد من صعوبة عملها، بتعيينه مؤخراً ثلاثة وكلاء جدد لوزارة الخارجية.
وبيّن التقرير أن الوكلاء الثلاثة هم من خارج السلك الدبلوماسي، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير للدبلوماسيين المحترفين، موضحاً بأن الأسوأ من ذلك أن أحدهم ويدعى، محمد عيسى، هو أحد كبار قادة الميليشيات.
ووفق مصدر للمجلة فإن دبلوماسي ليبي، اشترط عدم ذكر اسمه، علق على تعيين هذا الشخص “عيسى” بأنه يفتقر إلى الخبرة والمؤهلات، ومن المرجح أن يؤدي تعيينه في مثل هذا المنصب الرفيع المستوى إلى دفع المنقوش إلى الجنون.
وبحسب التقرير فإن بعض منتقدي المحامية السابقة من بنغازي، إلى أن المنقوش لم تعمل في القطاع العام من قبل، فقد عملت في التدريس في الولايات المتحدة بعد الانتهاء من دراستها العُليا هناك، وقد تم تسليط الضوء على صلتها بالولايات المتحدة على وجه الخصوص، حيث شكك العديد من المنتقدين في طبيعته توجهها.
وأشار التقرير إلى أن البعض يذهب إلى حد اتهام الوزيرة بأنها عميلة للولايات المتحدة، برغم عدم وجود دليل على ذلك، موضحا بأنه ربما ساعد على ذلك تعليقات السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي غرد على تويتر داعما الوزيرة المنقوش، واستغل خصومها التغريدة باعتبارها “دليلاً” على أن الولايات المتحدة تساعدها مقابل تعزيز أجندة واشنطن في ليبيا.
وختم تقرير المجلة بأنه يبدو أن أول وزيرة خارجية ليبية نجت من الهجمات ضدها بمجرد تجاهلها، مشيراً إلى أنها وكل أعضاء الحكومة لن يكون لهم دوراً في السلطة في الانتخابات القادمة، وفق الاتفاقات التي جاءت بهذه الحكومة، مضيفاً بأنه هناك شيء واحد يبدو مؤكداً، وهو أن النساء في السياسة الليبية سيكونن دائماً أهدافاً سهلة للنقد وسوء المعاملة.