روسيا – (رياليست عربي): إن أحد الأسباب الرئيسية لفشل الاتفاق بين موسكو وكييف عقب مفاوضات ربيع 2022 هو إحجام الدول الغربية عن المشاركة في عملية التفاوض، الأمر الذي من شأنه أن يخلق التزامات جديدة لها لضمان أمن أوكرانيا، طبقاً لمقالة مجلة فورين أفيرز.
فقد تم تحليل مسودات الاتفاقيات في تلك الفترة وأسباب فشل المفاوضات من قبل خبير من المركز التحليلي لمؤسسة راند (المعترف بها كمنظمة غير مرغوب فيها في الاتحاد الروسي) صموئيل شيراب وأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز سيرجي رادشينكو.
ويتذكر المحللون أن كييف كانت لديها بالفعل تجربة مريرة مع مذكرة بودابست، وهي الاتفاقية التي لم تلزم الدول الموقعة بالدفاع عن أوكرانيا في حالة العدوان، وكانت القيادة الأوكرانية تعتمد على ضمانات أمنية متعددة الأطراف، والتي بموجبها تتحمل القوى الغربية مثل هذه الالتزامات بشرط عدم انضمام البلاد إلى أي من الأطراف، ووفقاً لمؤلفي المقال، أرادت أوكرانيا آلية أمنية أكثر موثوقية من “حسن النية” لروسيا.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الغرب لم يرغب في تحمل مثل هذه المخاطرة السياسية ووضع سلطته على المحك.
بالإضافة إلى ذلك، يوضح مؤلفو المنشور: “في ذلك الوقت وعلى مدى العامين التاليين، لم يكن هناك استعداد في واشنطن والعواصم الأوروبية للانخراط في دبلوماسية عالية المخاطر أو الالتزام الحقيقي بالدفاع عن أوكرانيا في المستقبل”.
بالإضافة إلى ذلك، في مارس 2022، تصلبت المشاعر العامة في أوكرانيا بعد قصة المذبحة المزعومة للمواطنين في إيربن وبوتشا، والتي أثرت أيضاً على مسار المفاوضات.
يشار إلى أنه في نهاية شهر مارس، اتفق الجانبان الأوكراني والروسي على بيان تصرف فيه الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك كندا وألمانيا وإسرائيل وإيطاليا وبولندا وتركيا، كضامنين لأمن كييف، ووفقاً لها، كان من المفترض أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، ولكن في الوقت نفسه ظل طريقها إلى الاتحاد الأوروبي مفتوحا، وكان من المفترض أن تسهل الدول الضامنة، بما في ذلك الاتحاد الروسي، دخولها إلى الاتحاد، وفي الوقت نفسه، لم تناقش أوكرانيا البيان مع الولايات المتحدة قبل نشره، على الرغم من أن الوثيقة تنطوي على التزامات جديدة بالنسبة لواشنطن، حسبما صرح مسؤول أمريكي للمجلة.
وفيما يتعلق بقضية القرم، أكد شيراب ورادشينكو أن البيان ألزم أطراف النزاع بحلها سلمياً في غضون 10 إلى 15 سنة.
لكن هذه المفاوضات لم تكن من أولويات الغرب، وجاء في المقال أن هذا أضعف اهتمام الزعيم الأوكراني بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع.
وقال جون ميرشايمر، الأستاذ بجامعة شيكاغو، إنه لإنهاء الصراع، تحتاج كييف إلى اتخاذ موقف الحياد وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، ووفقاً له، فإن الدعم المالي المستمر لأوكرانيا لن يؤدي إلى تغيير في الوضع، لأن الفارق في الإمكانات مع روسيا هائل ولن يؤدي إلا إلى زيادة لصالح موسكو.