لندن – (رياليست عربي): تعيش السلطات البريطانية، حالة من القلق الداخلي، عقب تحذيرات من جانب دوائر دبلوماسية إيرانية من السماح لـ “العرب الأحواز” المتواجدين في إنكلترا، بإقامة مظاهرات ومسيرات ضد النظام الإيراني إحياءً للذكرى الـ 98 من احتلال إيران لدولة “عربستان” أو ما يعرف بـ”الأحواز” المطلة على الخليج العربي.
وبحسب مصادر مطلعة لـ”رياليست“، وجهت دوائر دبلوماسية واستخباراتية إيرانية في العاصمة لندن، تحذيرا مغلفا باللوم، لجهات وأجهزة أمنية بريطانية من السماح لعناصر احوازية بالقيام بتلك المظاهرات التي تهدد الأمن الداخلي البريطاني وتأتي بنتائج لا يحمد عقباها بحسب تلك الدوائر من جانب الجالية الإيرانية في لندن الذين يرفضون تلك المظاهرات الأحوازية وأنه من المحتمل أن تتوجه مسيرات من الجالية الإيرانية إلى أماكن تمركزات الأحواز التي يقيمون فيها مظاهراتهم بعد إخطار السلطات البريطانية في ذلك، الأمر الذي سيأتي باشتباكات على أقل تقدير مما يمس الحالة الأمنية في لندن وسط قيام الأحواز فعليا بتلك المسيرات التي سميت بـ”الخطة -98” تماشيا مع الذكرى التي تحمل نفس الرقم.
وخضعت “الأحواز” أو “عربستان” عندما كانت محتلة من بريطانيا عام 1920 إلى إيران عبر اتفاق بين لندن وطهران، حيث كانت تخشى بريطانيا من قوة الدولة الكعبية “الأحواز” ، فاتفقت مع إيران على إقصاء حاكمها وضم الإقليم إلى إيران، حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزعل الكعبي على ظهر طراد بريطاني، ليدخل الجیش الإیراني مدینة المحمرة عام 1925 لإخضاعها وإسقاط آخر حکام الکعبیین وهو خزعل جابر الکعبي، وينتفع بما تتمتع به “الأحواز” كونها غنية بالموارد الطبيعية سواء النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة حيث بها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر “كارون” الذي يسقي سهلا زراعيا خصبا ، لتصبح المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران حتى اليوم، وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران.
وقال أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، صلاح أبو شريف، إن ما أسماه بـ”الاحتلال الإيراني” مستمر في جرائمه اليومية منذ 98 عاما في ظل مقاومة مستمرة لاستعادة الدولة العربية الأحوازية، وندرك تماما أن الطريق صعب والقضية شائكة وليست مفروشة بالسجاد الأحمر وسط إدراك لخوض معركة غير متكافئة ولكن الإيمان بقوة الشعب الأحوازي والحلفاء من أبناء الشعوب غير الفارسية و العمق العربي الاستراتيجي وأيضا تفهم المتغيرات الإقليمية والدولية يجعلنا نؤمن بالنصر.
وأوضح أن فعاليات إحياء الذكرى الـ98 للاحتلال تدور بحملة تعريفية وتوعوية واسعة من 12 حتى 20 أبريل شملت كل أنواع الأنشطة الإعلامية للتعريف بالقضية الأحوازية ونضال الشعب وتضحياته وجرائم الاحتلال الإيراني على الصعيدين الداخلي والعربي الاقليمي والدولي وشارك بها كوادر وأنصار الجبهة في الداخل والخارج كما نسقت الجبهة بالمشاركة مع التنظيمات وأبناء الأحواز في المهجر لمظاهرات وطنية في العديد من عواصم العالم من 20 حتى 29 أبريل لافتا إلى أن أهم وأقدم وأغلب الفصائل الوطنية الأحوازية الآن في صف واحد وبتنسيق مستمر وشبه يومي تعمل على مواجهة المحتل الإيراني في الصعيدين الميداني والدولي وهي تدرك مسئوليتها الوطنية وأهمية التنسيق والعمل المشترك في المرحلة الحساسة الراهنة التي يواجه فيها العدو الإيراني مرحلة حرجة على الصعيد الداخلي والدولي.