موسكو – (رياليست عربي): “لابد من الحوار ولا يمكن عزل روسيا” العنوان الأبرز للصحف والإعلام الغربي خلال الأسابيع الماضية، حتى وصل الحال لاعتراف رسمي من قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الذي طالب بضرورة وجود قنوات اتصال مع موسكو ولا يمكن عزلها دولياً.
أمس الجمعة طالب المستشار الألماني أولاف شولتز، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل على مسار دبلوماسي من أجل الوصول إلى نهاية للعملية الروسية في أوكرانيا، في حين اعتبر بوتين في اتصال هاتفي مع شولتز، أن استهداف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا “ضروري ولا مفر منه”، مندداً بالسياسات الغربية “المدمرة” الداعمة لكييف، وفق الكرملين.
واشنطن تحاول بشروط
مكالمة الغرب الهاتفية التي قام بها المستشار الألماني جاءت بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي أبدى فيها استعداده للحوار مع الرئيس الروسي من أجل التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “أنا مستعد للتحدث إلى بوتين إذا كان يبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب.. لم يفعل ذلك حتى الآن”.
وأضاف: “إذا كان الأمر على هذا النحو، فبالتشاور مع أصدقائنا الفرنسيين وفي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيسرني أن أجلس مع بوتين لأرى ما يفكر فيه.. لم يفعل ذلك حتى الآن”.
وكان بايدن قد سئل عن نية الرئيس الفرنسي التباحث في الأيام المقبلة مع الرئيس الروسي.
وكان ماكرون، قد صرح، الخميس، بأنه يعتزم التحدث مع بوتين خلال الأيام المقبلة، بعد مباحثاته مع بايدن.
ويعتبر الرئيس الروسي أن موقف الغرب “مدمر”، مشيراً إلى أن كييف “ترفض أي فكرة تفاوض”، و”تحض القوميين الأوكرانيين المتطرفين على ارتكاب جرائم دامية”، بعدما تعزز موقعها بفضل الدعم السياسي والمالي والعسكري الغربي.
كما اتهم بوتين، كييف، بالوقوف خلف التفجيرات التي دمرت جزءاً من جسر القرم الروسي ومنشآت روسية للطاقة، ويعتبر بالتالي أنه “من حق موسكو قصف منشآت الطاقة الأوكرانية”، ما تسبب بانقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين.
حوار دون إملاءات
ورفض الكرملين، في وقت سابق، الجمعة، ما وصفته بالشروط التي أوردها الرئيس الأميركي بايدن إذ أبدى الخميس استعداده للتحادث مع بوتين إذا سحب قواته من أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن “بايدن قال عملياً إن المفاوضات لن تكون ممكنة إلا بعد أن يخرج بوتين من أوكرانيا” وهو ما “ترفضه موسكو بوضوح” مؤكداً أن “العملية العسكرية مستمرة”.
وقال الكرملين إنه “يريد حلاً دبلوماسياً للأزمة وإن بوتين مستعد دائماً للمحادثات لكن رفض واشنطن الاعتراف بضم روسيا لأراض أوكرانية عقَّد الأمور”.
في السياق قال رئيس لجنة حماية سيادة الدولة التابعة لمجلس الاتحاد الروسي أندري كليموف، إن رغبة الولايات المتحدة في التفاوض مع روسيا “لا تعني إنهاء الصراع في أوكرانيا”.
وأشار إلى أن هذا لا يعني بالضرورة استعداد واشنطن “لإصدار أوامر عاجلة لأتباعها بإنهاء الصراع في مسرح العمليات الأوكراني”، ولكن “البدء في التفاوض معنا بشروط أمريكية بشكل واضح”.
واعتبر كليموف أن جميع مؤتمرات بايدن الصحافية تقريباً “منظمة”، مضيفاً أن “هذه العبارة لم تصدر عنه صدفة”.
خاص وكالة رياليست.