مدريد – (رياليست عربي): اجتازت الحكومة الإسبانية المؤقتة بقيادة بيدرو سانشيز اختبار قوة مهماً، تم التصويت في مدريد على ترشيح رئيس البرلمان، وأصبح دعم غالبية النواب لفرانسين أرمينغول، الذي انتخبه سانشيز لهذا الدور، مؤشراً على أن حكومة يسار الوسط الحالية، ربما، ستكون قادرة على الاحتفاظ بالسلطة دون إلحاق الهزيمة بإسبانيا بانتخابات مبكرة أخرى.
منذ الانتخابات المبكرة في 23 يوليو، كانت الحياة السياسية في إسبانيا في حالة من الشلل، ليس بسبب العطلة الصيفية (التي تجمدت خلالها جميع أنحاء أوروبا تقريباً)، ولكن لأن التصويت لم يكشف عن زعيم واضح ، فقد حصل الحزب الاشتراكي الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ومساعديه من المنصة اليسارية الراديكالية سومار، ومنافسهم الرئيسي، حزب الشعب اليميني بقيادة ألبرتو نونيز فيجو وشركاؤه من حزب فوكس اليميني المتطرف، على عدد متساوٍ تقريباً من صوتا في البرلمان المؤلف من 350 مقعداً، وهذا حُكم على الأول منهم، الذي ظل على رأس الحكومة المؤقتة، رغم أنه انتهى بالنتيجة الثانية، إلى ضرورة استقطاب الأحزاب الإقليمية الأصغر إلى معسكرها.
بحلول 17 أغسطس، يوم الاجتماع الأول بعد الانتخابات للكونغرس الإسباني، اكتسبت العروض للحصول على مثل هذا الدعم زخماً، حيث اجتمع النواب في مدريد للتصويت لرئيس جديد لمجلس النواب اقترحه بيدرو سانشيز، لهذا الدور، اقترح فرانسين أرمنغول، الرئيس الإقليمي السابق لجزر البليار، ولسبب وجيه: في الماضي، قادت إدارات ائتلافية بمشاركة الأحزاب السياسية الإقليمية، واعتبر الكثيرون اختيارها بمثابة تكريم لقوات الباسك والكتالونية، التي يحتاج دعم سانشيز إلى البقاء على رأس رئيس الوزراء، وتجدر الإشارة إلى أن قوتين يمثلان انفصاليي الباسك وحزب كتالوني واحد في البرلمان الجديد يمثلان 18 نائباً.
لكن صاحب “الحصة الذهبية” كان بعيداً عن حدود مدريد، وهي في بروكسل، واستقر الزعيم الكتالوني السابق كارليس بويجديمونت هناك، ويرأس الآن الحزب الإقليمي البرلماني الرابع “معاً من أجل كاتالونيا” (جونتس)، في البرلمان، يمثل هذه القوة القومية سبعة نواب، وكان موقفهم هو الذي أصبح حاسماً في المقياس العام.
المعركة الرئيسية المقبلة
كان حصول الاشتراكيين على السيطرة على البرلمان خلال هذا التصويت بمثابة ارتياح لبيدرو سانشيز وقلل من خطر اضطرار إسبانيا إلى الذهاب إلى انتخابات مبكرة مرة أخرى في نهاية العام أو أوائل العام المقبل، وأظهرت نتائج الاجتماع أن سانشيز، وليس زعيم حزب الشعب المعارض، هو الشخصية السياسية التي من المرجح أن تكون قادرة على حشد الدعم البرلماني اللازم ليصبح رئيساً للوزراء، وبالتأكيد سيستخدم زعيم الاشتراكيين هذه الحجة لإقناع الملك فيليب السادس ملك إسبانيا بتعيينه كمرشح لتشكيل الحكومة.
ومع ذلك، فإن هذا الانتصار لا يعني إطلاقاً الانتصار في الحرب، كما أوضح كل من أعضاء حزب بويجديمونت ونوابه من حزب إسكيرا ريبابليكانا اليساري الكاتالوني، فإن دعم المتحدث لا يتحول تلقائياً إلى دعم لبيدرو سانشيز نفسه كرئيس للوزراء.
بالنتيجة، إذا فشل بيدرو سانشيز في تأمين الدعم الكافي، فستواجه إسبانيا حتماً انتخابات جديدة، لكن من غير المرجح أن يتمكن ألبرتو نونيز فيجو، على الرغم من حصوله على المركز الأول في الانتخابات، من تشكيل حكومة، فهو أيضاً يفتقر إلى الأصوات، والتحالف مع القوى الإقليمية مستحيل أيديولوجياً لحزبه وفوكس اليميني المتطرف. ومع ذلك، قد يفوز اليمين في انتخابات جديدة بثقة أكبر، والتي لن تكون شخصياً لكارليس بويجديمونت.
أما الخبر السار: لا يزال يواجه احتمال تسليم المجرمين من بلجيكا والمحاكمة لتنظيم استفتاء عام 2017 وإعلان الاستقلال الفاشل، وهو نفسه لن يضطر بالتأكيد إلى الاعتماد على العفو من القوى اليمينية، التي انتقدت سانشيز بلا رحمة بسبب العفو عن حلفاء بويجديمونت المدانين بالفعل.