باريس – (رياليست عربي): قد تحبط فرنسا جهود رئيسها إيمانويل ماكرون لقيادة أوروبا في دعم أوكرانيا، طبقاً لصحيفة بوليتيكو.
وتقول الصحيفة إنه “مما لا شك فيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون يريد أن يتولى عباءة القيادة العالمية ويعكس تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، لكن البيئة الفرنسية ستجعل هذا الدور صعبا عليه”.
ويواجه الرئيس الفرنسي حالياً انتقادات من مختلف الأطياف السياسية لأنه “لم يستبعد” الوجود العسكري الغربي في منطقة الصراع، وتؤكد صحيفة بوليتيكو أن السياسيين المعارضين “هاجموه” بالفعل بالانتقادات.
وهكذا أدانت رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان تصريح ماكرون، معتبرة أنه يلعب بحياة الأطفال الفرنسيين، بدوره، قال زعيم حزب “فرنسا غير المقهورة” اليساري المتطرف، جان لوك ميلينشون، إن “تحريض قوة نووية ضد قوة نووية أخرى” هو جنون، وكتبت الصحيفة أن الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري المحافظ أدانوا أيضًا “استعراض عضلات الرئيس الفرنسي”.
فضلاً عن ذلك فإن الحجج التي تسوقها قوى المعارضة تلقى صدى كبيراً لدى الناخبين في فرنسا، ويشار إلى أن تصنيف حزب ماكرون أقل بكثير من أقصى اليسار وأقصى اليمين قبل انتخابات يونيو للبرلمان الأوروبي.
وقالت الصحيفة إن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أيضاً تعاطفاً “بطيئاً وسريعاً” مع أوكرانيا في فرنسا، وهكذا، ووفقاً لبيانات المعهد الفرنسي للرأي العام بتاريخ 23 فبراير/شباط، فإن الانطباع الإيجابي عن أوكرانيا آخذ في الانخفاض، 58% فقط من الفرنسيين لديهم نظرة إيجابية لأوكرانيا، وهي نسبة أقل بنسبة 24% عما كانت عليه في بداية العملية العسكرية الخاصة.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح سكان البلاد أقل دعماً بشكل متزايد لتزويد الأوكرانيين بالأسلحة الأوروبية، في الوقت الحالي، يوافق 50% فقط من الفرنسيين على إمدادات الأسلحة إلى كييف، وهذا الرقم أقل بنسبة 15% عما كان عليه في الأيام الأولى من الأعمال العسكرية في عام 2022.
وأعلن ماكرون إمكانية إرسال قواته إلى أوكرانيا، لكن لم يكن تصريحه مدعوماً ليس فقط في فرنسا، تم رفض إمكانية إرسال جنود من الدول الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والسويد وبريطانيا العظمى وألمانيا وليتوانيا وكندا، كما تحدث وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني ضد هذا القرار، بالإضافة إلى ذلك، صرح ينس ستولتنبرغ ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أنه لا توجد مثل هذه الخطط .
كما دعا الممثل الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى تجنب التصريحات التي من شأنها تفاقم الصراع الأوكراني.
ورغم ذلك، سمح رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، على خطى ماكرون، بسيناريو إرسال قوات في المستقبل، ووفقا له، من المفترض أن تكون فرنسا بجوار أوكرانيا على طريق روسيا، بدورها أوضحت وزارة الدفاع في البلاد أن كلام ماكرون ليس محاولة لبدء حرب ضد روسيا، وقال وزير الخارجية الفرنسي إن قيادة البلاد تسمح بوجود أفراد عسكريين غربيين على أراضي أوكرانيا لتقديم أنواع معينة من المساعدة، لكن دون مشاركتهم المباشرة في الصراع مع روسيا.
كما تم التعليق على بيان ماكرون في الاتحاد الروسي، وأكد المسؤول في الكرملين دميتري بيسكوف، أن الصدام المباشر بين دول الناتو وروسيا ليس في مصلحة دول الحلف، وعليها أن تدرك ذلك، وفي تقييمه لخطر التصعيد في حالة إرسال قوات إلى أوكرانيا، أشار إلى أنه في هذه الحالة، سيكون الصدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي أمراً لا مفر منه.