الجزائر – (رياليست عربي): أحاطت العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر بالمباراة التي جمعت منتخبي البلدين في دور الـ8 الإقصائي بكأس العرب المقام في العاصمة القطرية الدوحة، والتي انتهت بتأهل “محاربي الصحراء” على حساب “أسود الأطلسي” بعد مباراة طاحنة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، ثم جاءت ضربات الحظ بترجيح كفة الجزائر.
وفي ظل ملفات ساخنة ومربكة بين الجارين، كان الانعكاس على أرض الملعب وفي جنبات المدرجات بين مشجعي البلدين، لتكون فلسطين الرسالة المبطنة التي جاءت من الجزائر إلى المغرب، والتي وضحت بالدرجة الأولى في تأكيد الجزائر على الدعم لقضية فلسطين، وذلك في الوقت الذي توجه فيه اتهامات إلى نظام الحكم في المغرب بالتطبيع مع إسرائيل، حيث استئنافت الرباط العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل أواخر العام الماضي، فضلاً عن تنشيط جديد للتعاون العسكري المعلن للبلدين، حيث أبرمت المملكة المغربية الشهر الماضي اتفاقاً للتعاون العسكري مع تل أبيب، في سياق الزيارة غير المسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.
هذه المربعات المتداخلة، صاحبها مناوشات في الفترة الأخيرة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي بين مغاربة وجزائريين، انعكست واستكملت في مباراة أمس السبت، حيث تواجد العلم الفلسطيني في يد جمهور الجزائر بالمدرجات، وأيضاً في وسط مشجعين فلسطينيين رفعوا أعلام وطنهم في مدرجات الجزائر، ولكن مع إعلان فوز الأخير بضربات الترجيح، شارك العلم الفلسطيني علم الجزائر في يد الفريق الفائز، خلال الاحتفال في أرض الملعب بإقصاء المغرب.
وجردت الجزائر جارها المغربي من لقب كأس العرب في كرة القدم بفوزها عليه 5-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في مباراة مثيرة السبت ضمن الدور ربع النهائي على استاد الثمامة في الدوحة، ليقابل الأربعاء المقبل “محاربو الصحراء” البلد المضيف “قطر” التي تخطت الإمارات بفوز ساحق 5-صفر.
وسجل هدفي الجزائر ياسين إبراهيمي في الدقيقة 62 من ركلة جزاء، ويوسف بلايلي في الدقيقة 102 ، فيما أحرز محمد الناهيري في الدقيقة 64، وبدر بانون في الدقيقة 111 هدفي المغرب حامل لقب نسخة 2012 الأخيرة، واحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للجزائريين بعدما صد الحارس رايس مبولحي الركلة الرابعة أمام المغربي كريم البركاوي.
وتضع المملكة المغربية بكافة دوائر “المخزن” في العاصمة الرباط ، كافة الاحتمالات ومستعدة للذهاب إلى أي حل، قد يمس القضية الفلسطينية المصيرية عند العرب، مقابل ملف “الصحراء” في ظل المواجهة التاريخية مع جبهة البوليساريو التي تساندها الجزائر، ليكون الرهان الجديد الذي طرح بحسب أوساط مغربية مطلعة على ملف التطبيع المغربي – الإسرائيلي، أن المفاوضات التي جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، حملت إمكانية طرح وتسويق “الرباط” لمقترحات جهزتها بيوت خبرة في دوائر صنع القرار الأمريكي، تعتبر دماغ لمجالس حكماء تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وذلك بحسب تقرير سابق لـ”رياليست“.
وكانت قد أشارت تلك الأوساط إلى أن طرح وتسويق “الرباط” لتلك المقترحات، مقابل الحصول على دعم أمريكي قوي ومستمر بجدول زمني لمقترح الحكم الذاتي لـ”الصحراء” الذي يراهن عليه المغرب، يبتعد عن اعتراف أمريكي موصوف بالـ”متذبذب” بـ”مغربية” الصحراء، يتغير مع ساكن البيت الأبيض.
خاص وكالة رياليست.