نيويورك – (رياليست عربي): فرض فرانك جيمس، المشتبه به في إطلاق النار داخل إحدى عربات المترو في حي بروكلين، الثلاثاء الماضي، في قلب مدينة الأعمال الأمريكية “نيويورك”، تساؤلات تخص الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلاقته ومدى دعمه لبعض الحركات في الغرب حتى لو كان معنوياً، بحركات وجماعات انفصالية أو دينية، من الممكن أن تكون داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
“جيمس” جاء بتلك التساؤلات في ظل ما ظهرت به منشورات لوسائل إعلام غربية، في سياق معلومات تتعلق بأن المشتبه به في هذه العملية ينتمي إلى منظمة “أمة الإسلام” ،وهي منظمة تدعي حقوق لأصحاب البشرة الغامقة من المسلمين في الولايات المتحدة، وتم تأسيسها بداية ثلاثينات القرن الماضي على يد اليجا محمد ، وأصبح لهذه المنظمة فاعلية كبيرة وتأثير في جذب مشاهير في مجالات عدة من بينهم الملاكم محمد علي كلاي ، وفي هذا السياق، تم تداول صورة تجمع جمال عبد الناصر مع “اليجا” و”كلاي”، مليئة بالاعجاب والتفاهم.
“جيمس فرانك” البالغ من العمر 62 عاماً، وبحسب شرطة نيويورك، معروف لدى الأمن سجله الإجرامي الواسع منذ نحو 3 عقود، يتضمن جريمتين جنسيتين و 4 جرائم سرقة في نيويورك بين 1992 و1998، أما في نيوجيرسي، فقد وجهت له تهمة التعدي على ممتلكات الغير عام 1991، والسرقة عام 1992، والسلوك المنحرف عام 2007، ومع عملية “نيويورك”، تناثرت مخاوف عن إحياء واتساع نشاط هذه المنظمة مجددا، ومدى فاعليتها بالفترة القادمة، وأيضاً مدى احتياجها لرموز أو ساسة من خارج الولايات المتحدة على الأرجح، قد يكونوا مختلفين معها أيديولوجياً وفكرياً، ولكن متفقين تحت مظلة أكبر، قد تكون باباً خلفياً داخل المجتمع الأمريكي، مع ظهور أجنحة في الغرب تحمل سمات عنصرية أو يمينية ضد “السود” أو “المسلمين” أو أصحاب ديانات أو ألوان أو أعراق أو مذاهب تحمل الاختلاف عن السائد المهيمن في الغرب.
“فرانك” بحسب ما يتسرب من متابعين في مواقع تواصل اجتماعي بالولايات المتحدة، يعتبر “إليجا محمد” بمثابة “مثل أعلى” وأيضاً “زعيم” ، وهو مؤسس فعلي لحركة “أمة الإسلام” منذ 1934 حتى وفاته في سنة 1975، وهي إحدى المنظمات أو المؤسسات أو القوى الفاعلة في صفوف السود الأمريكيين، وتكاد تكون أكثرهم نفوذاً بما تملكه من تنظيم وإدارة فاعلة بين المسلمين السود، وتعتبر القوة الأكبر في صفوفهم ،وتبنت هذه المنظمة الإسلام بمفاهيم مختلفة تماما عن العقيدة الإسلامية، وارتكزت على العنصرية للرجل الأسود أو تفوق العرق الأسود.
تواجد اقتصادي واسع لهذه المنظمة في الولايات المتحدة، تتحكم في شركات تكنولوجيا واتصالات ومخابز ومحلات الحلاقة وتجارة القهوة و البقالة والمطابع ومحلات البيع بالتجزئة إضافة للعديد من مكاتب العقارات واسطول من العربات المقطورة والأراضي الزراعية فضلاً عن مصانع وأندية رياضية ويتسع مجالها كمساهم رئيسي في عشرات البنوك داخل وخارج أمريكا.
وضع “فرانك جيمس” الذي يشتبه بإطلاقه النار الثلاثاء الماضي في مترو نيويورك في ساعة الذروة الصباحية ما أدى إلى إصابة 23 شخصاً بينهم عشرة بالرصاص، في الحبس المؤقت الخميس الماضي متهما بـ”زرع الرعب في المدينة برمتها” على ما قالت المدعية العامة.
ومثل المشتبه به الأميركي، البالغ 62 عاماً الذي أوقف الأربعاء الماضي في مانهاتن للمرة الأولى أمام محكمة بروكلين الفيدرالية واستمع إلى التهم التي يواجهها ومنها خصوصاً تهمة تنفيذ “هجوم إرهابي” التي قد تدخله السجن مدى الحياة.
