موسكو – (رياليست عربي): تقرير حول فوز الإئتلاف الصربي الحاكم إئتلاف (صربيا الغد) بقيادة رئيس البلاد ألكسندر فوتشيتش في الإنتخابات البلدية الصربية التي شهدتها البلاد يوم الأحد 2 يونيو 2024 وأعلنت نتائجها مساء أمس الإثنين 3 يونيو 2024 حيث أكدت النتائج فوز الإئتلاف الصربي الحاكم في 85 بلدية من أصل 89 بلدية مما أثار سخط وغضب قادة المعارضة الصربية الذين انتقدوا هذه النتائج معلنين حصول العديد من الإنتهاكات الإنتخابية في العديد من مناطق البلاد خاصة في مجلس بلدية العاصمة بلغراد الذي حسم الوضع لصالح الإئتلاف الحاكم حيث حصل الموالون للحكومة على 63 مقعداً مقابل 47 مقعداً فقط للمعارضة الصربية التي صبت جام غضبها على الرئيس فوتشيتش و اتهمته بالفساد و التزوير و القمع
بعد فوز التقدميون (الشعبويون) الحاكمون في جمهورية صربيا بالإنتخابات البلدية المكررة، زعم قادة المعارضة الصربية أن هذه الإنتخابات، قد شهدت هي الأخرى إنتهاكاتٍ كثيرة خلال الحملة الإنتخابية، لكن السلطات الصربية نفت هذه الإتهامات من قبل المعارضة الصربية، ولذلك سيعرض هذا التقرير الوضع الحالي في جمهورية صربيا، بعد فوز الإئتلاف الذي يقوده الرئيس الصربي الحالي ألكسندر فوتشيتش:
- حقق ائتلاف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش،(صربيا الغد) فوزاً ساحقاً في الإنتخابات البلدية التي أجريت يوم الأحد بتاريخ 2 يونيو 2024 وفقاً لما أعلنه رئيس وزراء الصربي (ميلوس فوتشيفيتش) رئيس الحزب التقدمي الصربي، وهو أحد أعضاء الإئتلاف الحاكم، حيث أكد الأخير بأن الإئتلاف الحكومي أي التقدميون (الشعبويون)، لم يخسروا سوى في أربع بلديات فقط من أصل 89 بلدية.
- وأضاف رئيس الوزراء الصربي، أن مناطق صربيا جميعها من الشمال إلى الجنوب، وبشكل أكثر دقة من (سوبوتيتسا) إلى (نيس)، والتي شهدت معارك إنتخابية حامية الوطيس، شهدت إنتصار قائمة إئتلاف (صربيا الغد) التي يقودها الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، والتي حققت فوزاً واضحاً ومقنعاً وصريحاً (على حد تقديره) بحيث بات الأمر لا يدعو للشك، ولا يسمح بأي شكل من الأشكال لقادة المعارضة الصربية أن تتفوه بكلمة واحدة عن مصداقية هذه الإنتخابات بعد خسارتهم الساحقة في مختلف مناطق جمهورية صربيا.
- في الوقت نفسه تحدث الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) أن حزبه قد فاز بالأغلبية في مجلس مدينة بلغراد عاصمة البلاد، وهو المجلس الأكثر أهمية لأنه المجلس الذي يوجه دفة الإنتخابات، وهو المجلس الأكثر أهمية لكلا الطرفين من الحكومة والمعارضة الصربية، حيث حصل الإئتلاف الصربي على 63 مقعداً من أصل 110 مقاعد مما جعل المعارضة الصربية تثور غضباً من نتائج الإنتخابات.
- وفي أول تصريح له بعد فوز الإئتلاف الذي يقوده شخصياً، أعلن الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) أن جمهورية صربيا ينتظرها عمل شاق، وتنتظرها العديد من المشاكل، وأنه كرئيس لجمهورية صربيا وصديق لكل الموالين للحكومة الصربية والحزب الحاكم، فإنه يؤكد بأن هناك (أوقاتاً صعبة للغاية) تنتظر الساسة الصرب، وأن هذه الأوقات الصعبة ليس لها أي علاقة بالوضع الداخلي في جمهورية صربيا، وإنما لها علاقة بوضع السياسة الخارجية لجمهورية صربيا مع دول الجوار الصربي، وكذلك مع الوضع العام الذي يسود منطقة البلقان، والتي بدأت تتأثر بتداعيات ما يجري من تطورات أمنية وعسكرية بين روسيا الإتحادية و أوكرانيا.
آراء المراقبين و المحللين و الخبراء في مراكز الدراسات السياسية و الإستراتيجية الروسية و العالمية:
- يرى العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف دول الإتحاد اليوغسلافي السابق، ودول البلقان، وعلى رأسها جمهورية صربيا مثل الخبير العالمي، البروفيسور (ميلوس داميانوفيتش) وهو متخصص في قضايا المخاطر السياسية، ومتخصص في أبحاث منطقة البلقان، ورئيس قسم الأبحاث والتحليلات في شركة (بيرن للإستشارات) أن عملية التصويت في العاصمة بلغراد والمدن الصربية الأخرى، قد تعرضت للإنتقاد من قبل المراقبين على هذه الإنتخابات، والذين كانوا هم أنفسهم قد أوردوا سابقاً في تقاريريهم حدوث مخالفات واسعة النطاق من قبل السلطات الصربية خلال الإنتخابات السابقة التي أجريت في شهر ديسمبر الماضي 2023، خاصةً في مدينة (نوفي ساد) معقل المعارضة الصربية، حيث اندلعت الكثير من أعمال الشغب في منطقة أرض المعارض، عندما حاول ممثلو المعارضة الصربية دخول القاعة المليئة بنشطاء وقادة الحزب التقدمي الصربي (الحاكم)، إلا أن ضباط إنفاذ القانون من الأمنيين والعسكريين سدوا الطريق عليهم كي لا يحصل أي صدام بين الجانبين، خاصةً وأن المعارضة الصربية تتهم نشطاء الحزب الصربي الحاكم برشوة الناخبين.
- ويضيف الخبير الصربي، أن الحزب الحاكم، أعلن مرةً أخرى بأن تحالف (صربيا الغد) بقيادة الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) قد حصل على الهيمنة المطلقة في صناديق الإقتراع، علماً بأن قادة المعارضة الصربية، قد أعلنوا لوسائل الإعلام الصربية أن هذه الحملة الإنتخابية البلدية، قد تميزت بانتهاكاتٍ عديدة في وسائل الإعلام.
- ويتهم قادة المعارضة الصربية منافسيهم من أعضاء الحزب التقدمي الصربي بأنهم قاموا بحملة تحريضية سيئة للغاية ضدَّ قادة المعارضة الصربية، من خلال تلك الإنتهاكات الإعلامية التي سبقت الإنتخابات مباشرةً، حيث سادت فيها الكثير من الأخبار الكاذبة (حسب اتهام قادة المعارضة الصربية)، وتمَّ استخدام عمليات التحريض المنظم للحث على الكراهية في سياق قرارات منظمة الأمم المتحدة، وبالذات من خلال تذكير الناخبين بعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في مجزرة (سريبرينيتسا)، حيث تمَّ وصف المشاركين في الإنتخابات المحلية الصربية بأنهم من الخونة والمرتزقة الأجانب.
- لهذا السبب، أعلن قادة الحزب التقدمي الصربي أن أنشطة السياسين الصرب تتوافق مع القانون الدولي والأوروبي، وهي لا تتعارض مع تلك القوانين أو التشريعات الإنتخابية، ولهذا السبب فقد أعلنت مفوضية الإنتخابات عن نتائج التصويت الأولية مساء أمس الإثنين الموافق لتاريخ 3 يونيو 2024، والتي بينت فوز (الحزب التقدمي الصربي الحاكم) والموالي للحكومة الصربية الحالية، مبتعداً عن أقرب الأحزاب المعارضة الصربية، أي حزب (هيا للتغيير) الذي انتقد قادته نتائج هذه الإنتخابات الصربية.
- بالرغم من ذلك، فإن قادة المعارضة الصربية ينتقدون الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) رغم فوز الإئتلاف الصربي الذي يترأسه في هذه الإنتخابات البلدية الهامة، ويرون بأنه يبتعد بشكل مطرد عن القيم الديمقراطية للإتحاد الأوروبي، ويعتقدون أن الرئيس فوتشيتش يؤكد مرة أخرى أنه بتصرفاته وتصرفات حزبه الحاكم، وحتى تصرفات قادة الإئتلاف الذي يترأسه، إنما يسعى فقط ليحافظ على علاقات وثيقة مع روسيا الإتحادية ومع جمهورية الصين الشعبية، مما سيعطل أو سيؤخر في أفضل الأحوال والظروف، دخول جمهورية صربيا إلى مصاف الإتحاد الأوروبي، في حال كانت تريد ذلك بالفعل، لأن أتباعه من القادة (الحاكمون) الشعبويون الصرب، يصورون أنفسهم على أنهم القوة السياسية الوحيدة القادرة على حكم البلاد وضمان أمنها في فترة الإضطرابات العالمية.
- ولهذا السبب، فإن نتائج هذه الإنتخابات ستزيد من الهوة السياسية الموجودة أصلاً بين الموالين للقيادة الصربية الحالية، وعلى رأسها الرئيس الصربي الحالي (ألكسندر فوتشيتش)، وبين أقطاب جماعات المعارضة الصربية الموالية للغرب، والتي تهجمت على الرئيس (ألكسندر فوتشيتش) كثيراً بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الصربية، واتهمته بأنه ذو صلاتٍ مباشرة مع قادة الجريمة المنظمة في داخل جمهورية صربيا، وأنه لا يفعل أي شيء جدي من أجل القضاء على الفساد المستشري في جمهورية صربيا، بل إن ائتلافه الحاكم يقمع الديمقراطية في جمهورية صربيا أكثر فأكثر (على حد إتهامهم).
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.