القاهرة – (رياليست عربي): بدون أخبار سابقة عن مرضه أو تعرضه لأزمة صحية، نعت جماعة الإخوان (مصنفة إرهابية في روسيا) عبر موقعها الرسمي إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله، والذي وافته المنية فجر الجمعة عن عمر ناهز 85 عاماً في العاصمة البريطانية لندن التي أمضى فيها الـ 40 عاماً الأخيرة من عمره.
وقالت جماعة الإخوان «الإرهابية» في بيان: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره يملؤها الحزن والأسى ننعى إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بعمله”.
ويقيم منير في العاصمة البريطانية «لندن» منذ ستينيات القرن الماضي، وهو من مواليد مدينة المنصورة (شمال القاهرة) عام 1937.
وقالت جماعة الإخوان، إنه بعد دفن جثمان إبراهيم منير سيعمل مجلس الشورى العام للجماعة (أعلى هيئة رقابية في التنظيم) على تحديد خليفته.
المريب في الوفاة المفاجئة رغم تقدم القائم بأعمال المرشد في العمر، إنه قبيل الوفاة بأشهر قليلة، اشتد صراع الجبهات داخل التنظيم الإرهابي، عقب خلافات بين «جبهة إسطنبول» التي يقودها محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و«جبهة لندن» التي كان يقودها إبراهيم منير، بسبب إعلان منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، ثم إعلان مجموعة محمود حسين أكثر من مرة عزل القائم بأعمال المرشد من منصبه.
ووسط خضم الصراع بين بين تلك الجبهتين، ظهرت جبهة ثالثة «تيار الكماليون» الذي أسسه في السابق محمد كمال مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان»، الذي قُتل على يد قوات الأمن المصرية عام 2016، وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الماضي، استبقت جبهة منير مؤتمر الجبهة الثالثة لإعلان انشقاقها رسمياً عن الإخوان، في أحد فنادق تركيا، وأصدرت حينها وثيقة سياسية أعلنت فيها انسحابها من أي صراع على السلطة في مصر.
وقالت جبهة منير وقتها التي وجهت الجهات المتصارعة معه ضربة قاضية بوثيق الانسحاب من الصراع على السلطة فى مصر، أن هدف مهمتها السياسية لم يكن مجرد الوصول للحكم بل التعاطي مع ما وصفتها بـ«اللحظة الحرجة» من تاريخ مصر، مقرة بتجاوز الصراع على السلطة والانسحاب من أي معارك عليها.
ووفق مصادر بالجماعة، إن هذا الانسحاب كشف مدى أطماع الجبهات الأخرى التي تريد الفوز بكعكة الدعم الخارجي والحكم فى مصر وتلعب بجميع الأوراق لزعزعة استقرار القاهرة، خصوصاً أن أعلن رفضه للجبهات الأخرى الدعوات التحريضية التي تتبناها الجماعة الإرهابية بهدف تحريك الشارع المصري ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما أسمته “ثورة 11-11”.
فرضية الاغتيال عززتها ما كشف من معلومات حول اللحظات الأخيرة فى حياة إبراهيم منير، ووفق رواية عناصر الجماعة أنه شارك فى اجتماع يوم الخميس الماضي مع قيادات جبهة لندن لمناقشة التحركات التي تدعو لها الجبهات المتصارعة معه لزعزعة الاستقرار في مصر، وأنه -أي منير- شعر بصداع شديد ودوار اضطر على أثره لمغادرة الاجتماع ثم توفي بعد ذلك بساعات، ما أثار الشكوك حول تعرضه لعملية اغتيال بدس السم له فى طعام أو شراب على يد أحد أعوانه للتخلص منه لصالح الجبهات الأخرى.
وبوفاة منير تكون جبهة لندن قد خرجت من الصراع على قيادة الجماعة فعلياً، خاصة في ظل عدم قدرة باقي أعضاء المجموعة، وعلى رأسهم محمود الإبياري وجمال حشمت وحلمي الجزار على إدارة الجبهة نفسها وليس الجماعة ككل، فضلا عن استئثار جبهة إستانبول بقيادة محمود حسين على غالبية ملفات الجماعة وشركاتها واستثماراتها وأذرعها الإعلامية.