موسكو – (رياليست عربي): طور قادة أرمينيا وأذربيجان نشاطاً دبلوماسياً غير مسبوق. سيلتقي نيكول باشينيان وإلهام علييف شخصياً ثلاث مرات في الشهر المقبل، كما سيعقد وزيرا الخارجية جولة أخرى من المشاورات.
في الوقت نفسه، تكثفت الاتصالات بين قادة البلدين، في 14 مايو سيلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربايجاني إلهام علييف في بروكسل، كما يشارك في المحادثات رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، من المعروف أن جدول أعمال الاجتماع لم يتم تشكيله بعد، لكن قيادة الاتحاد الأوروبي تبني خططاً بعيدة المدى، وقال المجلس الأوروبي في بيان “اتفق القادة على مواصلة الاجتماعات الثلاثية في بروكسل كلما كان ذلك ضرورياً لمناقشة الأحداث الجارية”.
بالإضافة إلى ذلك، سيتواصل علييف وباشينيان بتنسيق ثلاثي – بمشاركة فلاديمير بوتين – في موسكو، ولكن لم يعلن الطرفان عن الموعد المحدد للاجتماع، أخيراً، في 1 يونيو ، سيلتقي زعماء أرمينيا وأذربيجان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز على هامش قمة المجموعة السياسية الأوروبية في تشيسيناو.
الجديد أن المفاوضات، تلفت دفعة جديدة بعد أن أعلن نيكول باشينيان في منتصف أبريل أن يريفان مستعدة للتخلي عن مطالباتها في كاراباخ، “السلام ممكن إذا ثبتنا في علاقاتنا الدولية، ليس فقط في الوقت الحاضر، ولكن أيضاً للمستقبل، أننا نعترف بـ 29.8 ألف متر مربع لأرمينيا، أو بالأحرى أراضي جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية، التي حصلنا فيها على استقلالنا، وقال خلال كلمة ألقاها في البرلمان “ليس لدينا ولن يكون لدينا مطالبات إقليمية ضد دول أخرى”.
بالمقابل، يعتقد البعض الآخر أن أذربيجان تضغط من أجل المزيد من التنازلات، مثل تضمين اتفاق السلام بنداً بشأن تجاوز الحدود الإقليمية لما يسمى بممر زانجيزور، وهو طريق يجب أن يمر عبر أراضي أرمينيا ويربط بين أذربيجان ومكتف ناخيتشيفان وصرح إلهام علييف بالفعل أن باكو ستشيد الطريق، “سواء أرادت أرمينيا ذلك أم لا”.
حجر عثرة آخر هو مستقبل أرمن كاراباخ، توافق يريفان بشكل عام على أن سكان وقادة الجمهورية غير المعترف بها يجب أن يتفاوضوا مع باكو حول مستقبلهم. في الوقت نفسه، تصر يريفان على تطوير نوع من “الآلية الدولية” التي من شأنها أن تساعد في تجنب التجاوزات.
في الوقت نفسه، تؤكد باكو باستمرار أنها تعتبر كاراباخ أراضيها، وبالتالي فهي لا تنوي إشراك مراقبين من أطراف ثالثة في العملية، هم لا يخفون موقفهم العدائي تجاه قيادة كاراباخ.
بالنتيجة، حتى الآن لا توجد آفاق للمفاوضات، سيحدث تحول حقيقي إذا اعترفت أرمينيا بوحدة أراضي أذربيجان داخل حدود جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية، حينها على الأرجح، ستصل يريفان تدريجياً إلى هذا، لكن حتى الآن المجتمع والنخبة الأرمنية غير مستعدين لذلك، لذلك، نرى الآن مفاوضات من أجل المفاوضات، بحيث لا يوجد تقدم.