موسكو – (رياليست عربي): لدى محامي جوليان أسانج فرصة لمقاومة تسليمه إذا ركزوا بشكل خاص على التهديد بعقوبة الإعدام ضده، فقد رفضت المحكمة العليا في لندن الطلب الأمريكي بتسليم مؤسس ويكيليكس، ومنحت واشنطن ثلاثة أسابيع لتقديم ضمانات بأن التحقيق سيجري بنزاهة وأن الشخص المتهم بنشر معلومات سرية لن يواجه عقوبة الإعدام.
ورفضت المحكمة العليا في لندن (واحدة من أعلى ثلاث محاكم في إنجلترا وويلز) طلب الولايات المتحدة بتسليم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج البالغ من العمر 52 عاماً، وأمهلت المحكمة الولايات ثلاثة أسابيع لتقديم ضمانات العدالة العادلة، ومن المقرر أن تعقد الجلسة التالية في 20 مايو/أيار.
من جانبها، منحت المحكمة الحكومة الأمريكية ثلاثة أسابيع لتقديم ضمانات بأن السيد أسانج سيتمتع بحرية التعبير وفقاً للدستور الأمريكي، ولن يتم المساس به أثناء المحاكمة (بما في ذلك إصدار الحكم) بسبب جنسيته (جوليان أسانج مواطن أسترالي) وأنه لن يحكم عليه بالإعدام.
وهذا يمنح أسانج ومحاميه الفرصة لمواصلة عملية الاستئناف ضد قرار تسليمه إلى الولايات المتحدة، وإذا لم تتمكن واشنطن من تقديم ضمانات، فسيتم قبول الاستئناف، على وجه الخصوص، يجادل دفاع أسانج كأساس للاستئناف بأن الملاحقة القضائية كانت لأسباب سياسية فقط.
وعقدت جلسات الاستماع السابقة في قضية أسانج يومي 20 و21 فبراير، عندها كان من المقرر إعلان القرار في نهاية شهر مارس.
وتوجه الولايات المتحدة 18 تهمة لأسانج بموجب مواد التجسس والكشف عن معلومات سرية، وقد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 175 عاماً، بالإضافة إلى عقوبة الإعدام.
وحظيت أنشطة مؤسس ويكيليكس بدعاية واسعة في عام 2010، عندما نشر الموقع مواد من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية حول عمليات واشنطن العسكرية في العراق وأفغانستان، ولاحقا معلومات حول التنصت على المحادثات الهاتفية لبعض الأجانب، والقيادات الحكومية من قبل جهاز الأمن الوطني.
وفي العام نفسه، بدأت الولايات المتحدة تحقيقاً بشأن أسانج، منذ عام 2012، اضطر مؤسس ويكيليكس إلى الاختباء من الاضطهاد في سفارة الإكوادور في المملكة المتحدة، ومنحته سلطات الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية حق اللجوء السياسي.
وفي عام 2019، حرمت الإكوادور أسانج من هذا الحق، وحينها، أوضح رئيس الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية، لينين مورينو، القرار بالقول إن أسانج انتهك مرارا قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واتهمت الإكوادور، على وجه الخصوص، موقع ويكيليكس بتسريب معلومات أدت إلى فضيحة فساد طالت رئيس البلاد.
جوليان أسانج موجود في سجن بيلمارش شديد الحراسة في لندن منذ عام 2019، يتم مقارنته أحياناً بخليج غوانتانامو الأمريكي في كوبا، حيث تستخدم السلطات البريطانية المنشأة لاحتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، ففي عام 2002، على سبيل المثال، تم سجن أبو قتادة، اليد اليمنى لأسامة بن لادن، في هذا السجن.
أما عن وضعه الحالي، إن العدالة الإنجليزية تعمل بشكل مستقل، ولا تخضع لتأثير الدول الأجنبية، بالتالي، إن الولايات المتحدة لا يمكنها إلا الانتظار والامتثال للأوامر التي اقترحتها المحكمة الإنجليزية، وهناك أيضاً خيار للتوصل إلى اتفاق بين جوليان أسانج ووزارة العدل الأميركية.