ماليه – (رياليست عربي): قررت الحكومة المالديفية، منع الدخول إلى أراضيها بجوازات السفر الإسرائيلية، وكان السبب وراء ذلك هو الغضب الشعبي المتزايد إزاء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، جزر المالديف واحدة من أكثر المنتجعات شعبية في العالم، ويزور الجمهورية أكثر من مليون سائح سنويا، من بينهم حوالي 15 ألف مواطن من إسرائيل.
ووافق رئيس جمهورية المالديف محمد معزة، بناء على توصية مجلس الوزراء، على فرض حظر على دخول المواطنين الإسرائيليين إلى البلاد، وبحسب الموقع الإلكتروني لرئيس الدولة الجزيرة، فإن قرار مجلس الوزراء يتضمن تعديل القوانين اللازمة لمنع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخول الجزر وإنشاء لجنة داخل الحكومة للإشراف على تنفيذ التوجيه، بالإضافة إلى ذلك، ينطبق الحظر أيضاً على الأشخاص ذوي الجنسية المزدوجة، إذا كان أحدهم إسرائيلياً.
وقرر رئيس الدولة تعيين مبعوث خاص لدراسة المجالات التي تحتاج فيها فلسطين إلى دعم من الجمهورية، كما سيقوم بتنظيم حملة لجمع التبرعات لمساعدة اللاجئين بدعم من وكالة الأمم المتحدة للشرق الأدنى، إلى ذلك، تخطط قيادة المالديف لتنظيم مسيرة وطنية تحت شعار “المالديف تتضامن مع فلسطين”.
وجاء الحظر بعد أيام من إدانة الرئيس معزة للغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم في رفح والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصاً، وكانت المنطقة تعتبر في السابق “منطقة آمنة” للمدنيين، وكتب زعيم الدولة الجزيرة أنه يجب على إسرائيل احترام قرارات محكمة العدل الدولية وأنه لا توجد دولة استثناء للقانون الدولي، ودعا معزة وشعب المالديف إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق النار في فلسطين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُمنع فيها الإسرائيليون من دخول جزر المالديف، آخر مرة منعت فيها الدولة الجزيرة المواطنين الإسرائيليين من دخول البلاد كانت في أوائل التسعينيات، ولم تتم محاولات استعادة العلاقات إلا بعد 20 عاما، في عام 2010، لكن العملية تعطلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد نشيد في فبراير/شباط 2012.
وبعد وقت قصير من فرض الحظر، نصح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مواطنيه بتجنب السفر إلى جزر المالديف، كما نصح أولئك الموجودين بالفعل على الجزر بالتفكير في المغادرة، كما لو أنهم واجهوا مشاكل لأي سبب من الأسباب، فسيكون من الصعب مساعدتهم.
جزر المالديف ليست الدولة الوحيدة التي توقفت عن السماح لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية وسط الصراع المستمر منذ فترة طويلة في غزة. وبحسب منصة عالم الإحصاء، يُمنع على مواطني إسرائيل دخول الجزائر وبنغلاديش وبروناي وإيران والعراق والكويت ولبنان وليبيا وباكستان والمملكة العربية السعودية وسوريا واليمن، وفي وقت سابق، ردا على العدد المتزايد من عمليات الحظر، نشر الحساب الرسمي لإسرائيل على شبكة التواصل الاجتماعي X الرسالة التالية: “نحن في حالة جيدة”.
في الوقت نفسه، تعترف المزيد والمزيد من الدول بفلسطين كدولة ذات سيادة، ولذلك، أصدرت الحكومة السلوفينية بياناً مماثلاً في 30 مايو/أيار، وفي وقت سابق، في 28 مايو، تم الاعتراف بفلسطين من قبل إسبانيا والنرويج وإيرلندا، واعتباراً من عام 2024، تم دعم وضع الدولة في البلاد من قبل 143 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، ويحاول الفلسطينيون التأكد من أن الحدود المستقبلية بين البلدين تتبع الخطوط التي كانت موجودة قبل حرب الأيام الستة عام 1967، مع احتمال تبادل الأراضي، وتسعى فلسطين إلى إقامة دولتها الخاصة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وجعل القدس الشرقية عاصمتها.
وقطعت البلاد علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 1974 بعد ما يسمى بحرب يوم الغفران، وعلى الرغم من كونها مؤيدة قوية لقيام دولة فلسطينية، إلا أن جزر المالديف لم تدعم الدعوات المبكرة لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة، وكانت محاولات تحسين العلاقات بين البلدين قد جرت لأول مرة في عام 2008 من قبل الرئيس محمد نشيد. وأعلن نواياه خلال خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن هذا القرار لم يلقى تأييداً من الجمهور، وفي مايو 2011، أصبح وزير الخارجية أحمد نسيم أول مسؤول مالديفي رفيع المستوى يزور إسرائيل، صحيح أن العلاقات المتجددة لم تتطور قط إلى علاقات دبلوماسية كاملة.
وفي أعقاب عملية الجرف الصامد التي شنتها إسرائيل في غزة عام 2014، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 500 فلسطيني، قالت جزر المالديف إنها ستقاطع البضائع الإسرائيلية وتجمد الاتفاقيات الثنائية في مجالات الصحة والثقافة والتعليم والسياحة حتى تنهي الدولة العملية، تم إنهاء التعاون النهائي في عام 2018.
وجزر المالديف، وهي جمهورية إسلامية تتكون من أكثر من 1000 جزيرة مرجانية ذات موقع استراتيجي، تشتهر بشواطئها الرملية المنعزلة وبحيراتها الفيروزية.
أظهرت بيانات رسمية أن عدد الإسرائيليين الذين يزورون جزر المالديف انخفض إلى 528 في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، بانخفاض 88% عن نفس الفترة من العام الماضي، وفي عام 2023، زار ما يقرب من 11 ألف إسرائيلي جزر المالديف، وهو ما يمثل 0.6% من إجمالي عدد السياح، وبحسب الخبراء فإن اقتصاد جزر المالديف لن يعاني، ولا توجد خطط لزيادة تكلفة المنتجع.
وتجدر الإشارة إلى أن التدفق السياحي الرئيسي لجزر المالديف يتكون من الروس، وهكذا، في عام 2024 وحده، زار المنتجع حوالي 90 ألف سائح، بحسب بيانات رابطة منظمي الرحلات السياحية في روسيا (ATOR)، وتتصدر الصين عدد الضيوف على “أرخبيل الجنة” حيث استقبلت البلاد 101 ألف سائح، المركزان الثالث والرابع في الترتيب هما بريطانيا العظمى (85 ألف سائح) وإيطاليا (75 ألف سائح).