بيونغ يانغ – (رياليست عربي): شجعت الأحداث الدولية الحالية المتمثلة بالتوتر الروسي – الغربي بسبب أوكرانيا، والمساعي التي كانت موجودة إلى ضم هذا البلد إلى الناتو والمعسكر الغربي، دولاً أخرى للتفكر ملياً بخطة تحالفاتها القادمة، فالمستقبل القريب سيشهد تغيراً حقيقياً في المشهد الجيوسياسي العالمي بعد الحرب الأوكرانية الحالية.
في هذا السياق أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، بأن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، شدد على أهمية التعاون بين بكين وبيونغ يانغ، في ضوء وضع جديد طبيعته غير محددة.
وفي رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، قال شي جين بينغ: “بكين مستعدة “لتطوير علاقات الصداقة والتعاون” بين الصين وكوريا الشمالية في ضوء الوضع الجديد”، الذي لم يتم تحديد طبيعته، وفق الوكالة.
فما هو هذا الوضع الجديد الذي لم يتم الإفصاح عن طبيعته؟ سوى ما يجري بين روسيا والغرب؟ وإبراز فشل الغرب في إيقاف روسيا عن تحقيق أهدافها لضمان أمنها القومي؟
إن ما حصل في أوكرانيا، قد يشجع بعض الدول على حذو ما فعلته روسيا، فالصين ترى في تايوان قطعة جغرافية تاريخية تابعة لها، كما أن كوريا الشمالية تحتل مركزاً متقدماً على لائحة أعداء الغرب ولا سيما واشنطن، فيما كل من الصين وكوريا الشمالية أصدقاء لروسيا، بل ولحلفاء روسيا في المنطقة، كسوريا على سبيل المثال.
هذه التطورات قد تشير إلى إمكانية تشكيل تحالف أوراسي يضم روسيا والصين وكوريا الشمالية ومن يدري قد تكون الهند أيضا من ضمنه، ولا نقصد بهذا الحلف اقتصادياً فقط، بل شامل لجميع النواحي وعلى رأسها العسكرية والاستخباراتية.
تجدر الإشارة إلى أن بكين تعتبر أهم حليف اقتصادي لبيونغ يانغ منذ الحرب الكورية في الخمسينات من القرن الماضي، إذ تسهم الصين بأكثر من 90% من التجارة الثنائية لكوريا الشمالية التي تعاني اقتصاديا جراء العقوبات الدولية وبسبب إغلاقها حدودها في عام 2020 لحماية نفسها في مواجهة جائحة كورونا، كما أوضح توماس أوجيا كينتانا، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان، في أواخر فبراير، أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها البلاد لمواجهة الجائحة أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء، بحسب “فرانس برس”.