باريس – (رياليست عربي): تعمل الهند مع فرنسا على تطوير خطة جديدة لتسوية النزاع الأوكراني، تختلف تماماً عن كل ما تم اقتراحه سابقاً.
بالنسبة لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، رغم أنه لا يقدم نفسه كوسيط، على عكس الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلا أنه أمر مرؤوسيه، مع الممثلين الفرنسيين، بوضع خطة سلام لأوكرانيا من أجل كسر الدبلوماسية الحالية التي أوصلت إلى طريق مسدود، لأن هذه المبادرات لا تتوافق مع مختلف المقترحات المطروحة، على وجه الخصوص، من قبل الصين ودول الجنوب العالمي (يشير هذا المصطلح إلى بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وجزر المحيط الهادئ، وكذلك البلدان النامية في آسيا).
كما أن الهند التي تمتنع عن التصويت على قرارات مناهضة لروسيا في الأمم المتحدة، تعتبر شريكاً مهماً في البحث عن حل مستدام للصراع الأوكراني في قصر الإليزيه، حيث تم تخصيص جزء كبير من المحادثات بين مودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الزيارة للوضع في جميع أنحاء أوكرانيا، مما يعقد العلاقات بين الغرب والجنوب العالمي.
الشخصية الرئيسية في الأخير كانت مودي، الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر، كما أن زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى باريس قبل شهرين من هذه القمة “كانت مفيدة لماكرون، الذي يشعر بقلق متزايد في مواجهة الهجوم المضاد الأوكراني الذي يعقد الوضع بشأن إيجاد تسوية تفاوضية للصراع.”
وفي سياق استعدادات الهند لمبادرات السلام، يُنظر إلى قمة مجموعة العشرين في نيودلهي على أنها حدث مهم، بغض النظر عما إذا كان الهجوم المضاد الأوكراني المدعوم من الغرب قد نجح، أما بالنسبة لباريس، فإنه يأمل قبل قمة مجموعة العشرين أن يحدد معايير المفاوضات المتوترة في هذه القمة بين الغرب وفكرته في عزل روسيا والجنوب العالمي.
كما لا يزال ماكرون يأمل في المشاركة في قمة البريكس، التي ستعقد في أغسطس في جوهانسبرج، على الرغم من أن مسألة حضور الرئيس الفرنسي في الاجتماع هي مسألة افتراضية، إلا أن مودي “يدعم ماكرون في رغبته”.
بالنتيجة، إن الكرملين لا يفهم بأي صفة يمكن للزعيم الفرنسي المشاركة في اجتماع رؤساء دول البريكس ولأي غرض، بالإضافة إلى ذلك، إن روسيا أبلغت شركاء جنوب إفريقيا بأنها تعتبر مشاركة الرئيس الفرنسي في قمة البريكس غير مناسبة.