تايبيه – (رياليست عربي): حقق حزب الكومينتانغ المعارض فوزاً ساحقاً في الانتخابات المحلية في تايوان يوم السبت، وفازت بـ 13 مقعداً في 21 مدينة ومحافظة، في حين استطاع مرشحو الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم الفوز بخمسة مقاعد فقط.
وتم تخصيص مقعدين إضافيين، وفقاً للبيانات النهائية للجنة الانتخابات المركزية، لمرشحين مستقلين، أحدهما لممثل حزب الشعب التايواني (الذي أسسه عمدة تايبيه كي ونزي في عام 2019).
اندلع الصراع الرئيسي للحصول على الأصوات في ست بلديات خاصة – أكبر التكوينات المدنية، حيث يعيش حوالي 70 ٪ من سكان الجزيرة، وتمكن الكومينتانغ من الوصول إلى أربعة أماكن في وقت واحد، بما في ذلك تايبيه (المركز الإداري للجزيرة)، وكذلك في شينبي وتاويوان وتايشونغ، حيث ربح مناصرو الحزب الديمقراطي التقدمي فقط في تاينان وكاوشيونغ، الواقعتين في جنوب الجزيرة.
بالتالي، استقالت رئيسة الأركان التايوانية، تساي إنغ ون، من منصبها كرئيسة للحزب الحاكم، وألقت باللوم على نفسها في الهزيمة.
بالمقابل، تم تأجيل التصويت في مدينة تشيايي إلى 18 ديسمبر بسبب وفاة أحد المرشحين، ومع ذلك، حتى هناك، وفقاً لجميع التوقعات، سيفوز ممثل الكومينتانغ.
أهمية الانتخابات
على الرغم من أن رؤساء بلديات المدن لا يشاركون في تحديد أولويات السياسة الخارجية لتايوان، فإن الانتخابات الحالية لها أهمية كبيرة في زيادة تطوير الوضع السياسي المحلي في الجزيرة، لقد حددوا سلفاً إلى حد كبير المواءمة الإضافية للقوات عشية انتخاب رئيس جديد لإدارة تايوان في يناير 2024، كان التصويت اختباراً جاداً للحزب الحاكم، حيث أظهر تراجع شعبيته.
على العكس من ذلك، فإن الكومينتانغ يكتسب فرصًا للعودة إلى السلطة. وبطبيعة الحال، فإن هذا سوف يصب في مصلحة بكين ويمكن أن يقلل التوترات بين شواطئ مضيق تايوان، تكثفت بعد إدارة تايبيه في عام 2016 برئاسة تساي إنغ ون، التي رفضت الاعتراف بالمبدأ الأساسي المتمثل في “صين واحدة”، بدأت العلاقات بين بكين وتايبيه بالفعل في البناء على هذا المبدأ في ظل حزب الكومينتانغ، الذي بدأ تقارب العلاقات التجارية والاقتصادية مع جمهورية الصين الشعبية، ومع ذلك، تم تجميد جميع الاتصالات الثنائية الآن، وزاد خطر نشوب صراع عسكري.
ويشير المراقبون إلى عدة أسباب لنجاح حزب الكومينتانغ في هذه الانتخابات، أولاً، ترشح معظم مرشحي الحزب لولاية ثانية من ذوي الخبرة والموارد السياسية، وفي غضون ذلك، كان على الحزب الديمقراطي التقدمي أن يرشح الوافدين الجدد إلى المقاعد السبعة التي شغلها بسبب استحالة إعادة انتخابهم لولاية ثالثة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الناخبين غير راضين عن سياسة الحزب الحاكم، حيث أدت إلى تدهور حاد في العلاقات مع الصين القارية وزاد من خطر الصراع العسكري في المنطقة.
بالنتيجة، وعلى الرغم من نتائج التصويت، فإن الوضع مع ميزان القوى للانتخابات “الرئاسية” في عام 2024 قد يتغير تحت تأثير عدد من العوامل، حيث من الواضح أن هناك صراعاً خطيراً أمام الساحة السياسية الداخلية، ولا يزال لدى الحزبين مساحة للمناورة في محاولة لجذب الناخبين.