باريس – (رياليست عربي): أعادت جلسات المحاكمة في قضية هجمات باريس عام 2015، الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى الواجهة مجدداً، من خلال المتهم الرئيسي في الاعتداءات صلاح عبد السلام الذي أكد في تصريح مقتضب سابق أمام المحكمة، أن “هولاند” كان على علم بالأخطار التي ستحدث في حال مهاجمة تنظيم “داعش” في سوريا، محملاً الطائرات الفرنسية التي قصفت التنظيم مسؤولية الهجمات بباريس.
وتستكمل محكمة الجنايات الخاصة في باريس اعتباراً من يوم الثلاثاء، استجواب صلاح عبد السلام والمتهمين الآخرين في القضية، بعد انتهاء شهادات أطراف الادعاء المدني، ليكشفوا مسارهم قبل الهجمات، حيث كانت قد اختتمت المحكمة خلال خمسة أسابيع من الاستماع لإفادات الادعاء المدني التي أغرقت جميع أطراف القضية بحالة رعب والواقع القاسي للهجمات.
هجمات باريس التي كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2015، هي سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن في مساء يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 بالعاصمة الفرنسية باريس، وطالت مسرح باتاكلان في عندما اقتحم مسلحين للمسرح وأطلقوا النار بشكل عشوائي، و احتجزوا رهائن، ومن ثم داهمت الشرطة المسرح وأنهت عملية الاحتجاز في المسرح، بعد تفجير ثلاثة من المهاجمين أنفسهم، وطالت الهجمات شوارع بيشا، أليبار، دي شارون، في حين أنه كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ستاد سان دوني الذي يعتبر ملعب فرنسا الرئيسي، فضلاً سلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع.
وتعتبر هذه الهجمات، الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأكثر دموية في الاتحاد الأوروبي منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، وكانت الحصيلة الأعلى للخسائر البشرية في مسرح باتا كلان، حيث قام المهاجمين باحتجاز رهائن قبل دخولهم في مواجهة مع الشرطة، وأسفرت الهجمات عن مقتل 130 شخص، 89 منهم كانوا في مسرح باتاكلان، وجرح 368 شخص، و7 عناصر من المهاجمين لقوا حتفهم.

و كان الرئيس الفرنسي السابق “هولاند” وقت الهجمات التي بدأت من محيط ستاد سان دوني، يشاهد من مدرجات الملعب مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا، حين دوى انفجار قوي أثار الخوف بين 80 ألف متفرج، وقام الأمن الرئاسي وقتئذ، بإخراج “هولاند” بتكتم من الملعب، مع حرص السلطات على مواصلة المباراة تفادياً لحصول تدافع وحركة ذعر بين المشجعين الذين تم احتجازهم لفترة طويلة داخل المدرجات.
ومن اليوم الأول لجلسات المحاكمة، قدم صلاح عبد السلام، الفرنسي المغربي البالغ من العمر الآن 32 عاماً،على أنه “مقاتل من تنظيم داعش”، وهو مسجون في عزلة تامة وتحت المراقبة المستمرة بالفيديو لمدة خمس سنوات ونصف، وقد تحدث بعد ذلك للتنديد بظروف اعتقاله.
خاص وكالة رياليست