طرابلس – (رياليست عربي): تمارس الإدارة الأميركية ضغوطاً سرية على أطراف الأزمة الليبية، بهدف تسريع إجراء الانتخابات، وسط تسريبات عن وعود لطرفي الصراع على السلطة في الشرق والغرب بدور مستقبلي، بهدف إبعاد قوى دولية فاعلية في الملف أبرزها روسيا.
وتماشيا مع هذا النهج، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة (منتهية ولايتها) عبد الحميد الدبيبة، جاهزية حكومته وأدواتها التنفيذية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ودعمها الإجراءات المتخذة من طرف البعثة الأممية التي تعمل بشكل جاد ومتواصل مع الأطراف الدولية للوصول إلى الانتخابات، وتشكيل فريق يسهم في استكمال وتحديث القاعدة الدستورية لتكون جاهزة لاستكمال حلم الليبيين، حسب قوله
جاءت تأكيدات الدبيبة خلال استقباله، الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي وفريقه السياسي، بحضور وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، في أول لقاء بعد جلسة مجلس الأمن الدولي التي عرض خلالها باتيلي خطته بشأن الانتخابات الليبية.
وقالت منصة «حكومتنا» عبر صفحتها على موقه التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن باتيلي قدم للدبيبة خلال اللقاء «ملخصًا لجولاته الإقليمية والدولية ونتائج اجتماعاته في نيويورك، مؤكدًا أنها تؤيد خطته في إجراء الانتخابات، باعتبارها الهدف الأساسي لعمل البعثة الأممية».
كما ناقش رئيس الحكومة الليبية المنهية ولايتها وتحكم سيطرتها على العاصمة «طرابلس» وباتيلي خلال اللقاء الذي عُقِد بديوان رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس «الإجراءات العملية لتنفيذ مقترحه، بحيث يكون قابلًا للتنفيذ ويعبر عن رغبة الليبيين الحقيقية في إجراء انتخابات نزيهة وعادلة».
وأشارت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش من جانبها، إلى «أن الدول ذات العلاقة بالملف الليبي التي يجري التواصل معها بشكل مستمر، داعمة حقيقية لإجراء انتخابات نزيهة وعادلة وإنهاء المراحل الانتقالية، ومؤكدة استمرار التواصل الدولي لدعم جهود إنجاح هذا الاستحقاق»
كما التقى باتيلي في طرابلس رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي حيث قدم له إحاطة كاملة حول لقاءاته ومحادثاته الأخيرة بشأن ليبيا، بالإضافة لإحاطته الأخيرة التي تقدم بها إلى مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع ونتائج مشاوراته مع الأطراف الليبية.
وتزامن لقاء باتيلي مع المنفي والدبيبة في طرابلس، مع لقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في بنغازي، وذلك لمناقشة تطورات العملية السياسية وسبل الوصول إلى الانتخابات.
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا خلال اللقاء لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، دعم الولايات المتحدة جهود الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، لوضع اللمسات الأخيرة لإجراء الانتخابات.
والتقى باتيلي مع عقيلة، بمقر مجلس النواب في مدينة بنغازي بحضور القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا ليزلي أوردمان، ومدير مكتب شؤون الرئاسة بمجلس النواب عوض الفيتوري.
وقال نورلاند في تغريدة نشرتها السفارة الأميركية لدى ليبيا عبر حسابها على «تويتر» عقب اللقاء: «لقد تحدثت مع رئيس مجلس النواب صالح عن مجهودات المجلس إلى الآن في وضع قاعدة دستورية للانتخابات».
وأضاف «لقد أكدت لرئيس مجلس النواب صالح دعم الولايات المتحدة جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باتيلي مع القادة الليبيين لوضع اللمسات الأخيرة على أساس إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هذا العام».
من جهته قال الناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، إن لقاء نورلاند وعقيلة تناول تطورات الأوضاع في ليبيا لا سيما سُبل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال، مشيرًا إلى أن عقيلة أكد لنورلاند «وفاء مجلس النواب بكافة التشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من خلال التعديل الدستوري الثالث عشر وقوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
كما جدد رئيس مجلس النواب -مقره طبرق شرق البلاد- التأكيد «على ضرورة وجود حكومة موحدة في كافة أنحاء البلاد لتنظيم الانتخابات، بالإضافة إلى جاهزية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإجراء هذا الاستحقاق الوطني» وفق الناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق.
ونفى عقيلة وجود أي «عوائق تشريعية» تحول دون إجراء الانتخابات، بعد إقرار التعديل الدستوري الثالث عشر وقوانين الانتخابات الرئاسية والتشريعية، رغم تأكيده استعداد مجلس النواب لإجراء التعديل اللازم للقوانين الانتخابية «إذا ما اقتضت الحاجة لذلك».
وألقت واشنطن بكامل ثقلها خلف إجراء الانتخابات هذا العام، مع تركيزها على دفع أطراف الصراع الليبي لرفض التدخلات الخارجية، خشية تنامي الدور الروسي والتغييرات الطارئة على موقفها هدفها ضمانة ولاء قيادات الغرب والشرق الليبي ودفعهم للدخول بيت الطاعة الأميركي، في ظل تنامي نفوذ الدبلوماسية الروسية الواضح في بقع الأزمات التي غابت عنها واشنطن.