القاهرة – (رياليست عربي): قدم خبراء ودبلوماسيون مصريون وجزائريون، أهم الملفات المطروحة على طاولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في ظل زيارة الأخير إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الاثنين، بمطار القاهرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي توجه إلى مصر في زيارة عمل لمدة يومين.
وتعتبر زيارة “تبون” إلى القاهرة، هي المحطة الخارجية الثالثة له منذ توليه منصبه، في الوقت الذي كانت أول زيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خارج البلاد وقت توليه السلطة في عام 2014 إلى العاصمة الجزائر.
وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي، إن مصر والجزائر دولتان مرشحتان للعمل معاً مع عدد من العواصم العربية من أجل استعادة اللحمة العربية وتحقيق التماسك في جبهة الشمال الإفريقي، في ظل وضع غير مستقر والإسناد الدبلوماسي المطلوب لتونس، حيث أن مصر والجزائر هما الأقرب لتحقيق ذلك، فضلاً عن استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا وإخراج المليشيات والقوات الأجنبية بحكم جوارهما الجغرافي، وهما حاضنان عربييان لكل أحلام القمة العربية القادمة في عودة سوريا إلى الجامعة العربية وممارسة نشاطها على الساحة العربية.
وأوضح “حجازي”، أنه يمكن لدبلوماسية البلدين الوقوف حائط صد ضد التوغلات الإقليمية والأطماع الخارجية والجهات التي تعمل على المزيد من السيطرة والتقسيم وهدم الدولة القومية، ومعاً يستطيعان تحقيق مكاسب تنموية واقتصادية بحكم مكانة الاقتصاد الوطني المتطور في البلدين والموارد البشرية والطبيعية المتوفرة.
ولفت إلى أن القمة العربية القادمة هي مفتاح لاستعادة القرار العربي، والدبلوماسية المصرية والجزائر قادرتين على تقديم الإسناد لتونس وليبيا والسودان واستعادة سوريا للحضن العربي، والتصدي لإيران وتركيا والتدخلات الفجة في الدول العربية.
فيما أشار الباحث المتخصص في الشؤون العربية د. حامد فارس، إلى أن هذه القمة تأتي في توقيتها السليم حيث ينتظر منها الكثير في تمكين العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والجزائر في ظل روابط وعلاقات تاريخية تجمع البلدين، في سياق انعقادها قبل القمة العربية الـ31 المنتظرة قريباً في الجزائر، والتي سيكون لها مردود إيجابي في سبيل تحريك المياه الراكدة في الكثير من القضايا العربية المهمة، وبالتالي التوافق بين البلدين رسالة مهمة من الممكن البناء عليها في ظل قضايا خلافية في المنطقة العربية.
ولفت إلى أن القمة تأتي في ظل كمية تحديات تمر بها المنطقة العربية، ومصر والجزائر لهما ثقل كبير، حيث لم تدخر الدولة المصرية جهداً خلال السنوات الـ7 الماضية في حل الكثير من القضايا التي تمثل تهديد خطير للأمن القومي العربي، ومنها القضية الليبية المهددة للأمن القومي لدول الجوار وبالأخص مصر والجزائر وتونس في ظل وجود مرتزقة يمثلون تهديد خطير للأمن القومي العربي، وهناك أهمية في تكوين موقف عربي موحد يكون ضاغطاً على القوى الفاعلة في المشهد الليبي لإخراج المرتزقة من ليبيا.
وقال إن القضية الفلسطينية متواجدة بين الرئيسين باعتبارها القضية المركزية بالمنطقة العربية، في ظل دور مصري منذ مايو/ أيار الماضي في قطاع غزة، بالعمل على وقف إطلاق النار ثم تثبيته ثم إعادة الإعمار التي دخلت المرحلة الثانية، و الجزائر تستضيف الآن حوار خاص بالعمل على إيجاد تسوية حقيقة في الداخل الفلسطيني.
وأكد “حامد”، أن ملف الإرهاب ومواجهته متواجد على جدول الأعمال في ظل التجربة الرائدة المصرية في مواجهة الإرهاب الذي نجحت في القضاء عليه، في الوقت الذي تدعم فيه القاهرة الدولة الجزائرية في القضاء على التنظيمات المسلحة خاصة وأن الإرهاب عابر للحدود والمعلومة مهمة للغاية في هذا الملف.
خاص وكالة رياليست.