طهران – (رياليست عربي): بدأت العديد من منظمات حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية/ غير الهادفة للربح (على سبيل المثال، إيران لحقوق الإنسان ومركز حقوق الإنسان في إيران) في تعميم استنتاج مخيب للآمال في الفضاء الإعلامي حول زيادة بنسبة 75٪ في عدد الإعدامات في إيران. .
وذكرت مصادر تتواجد في الولايات المتحدة والنرويج، فقد زاد عدد عمليات الإعدام في إيران، ويزعم أن عدد المذابح ضد الأقليات العرقية، بما في ذلك البلوش قد ازدد بنسب مطردة، فقد تم التركيز بشكل خاص على المستائين والمتظاهرين، ومن خلالهم يظهرون فشل سياسة القيادة في طهران.
بالنسبة إلى الوضع في إيران، إن التشريع في إيران صارم، وبالنسبة للانتهاكات الجسيمة، فإن العقوبة حتى عقوبة الإعدام ممكنة، وهذه حقيقة معروفة لم تتغير منذ عقود رغم رفض الغرب لها.
بالإضافة إلى ذلك، وبسبب الاحتجاجات المتضخمة بشكل مصطنع التي بدأت في سبتمبر من العام الماضي 2022، زاد عدد الذين وقعوا تحت أشد المواد قسوة بشكل كبير، وهذا ليس مفاجئاً، لأن العشرات من موظفي وكالات إنفاذ القانون والجيش والحرس الثوري الإيراني قُتلوا على أيدي العديد من المتمردين.
في معظم الحالات، تكون العقوبة متناسبة مع الجريمة، إن التقاعس عن العمل من شأنه أن يثير مسألة ضعف السلطات الحالية وسيخلق المتطلبات الأساسية لمزيد من النشاط المناهض للحكومة.
بالنسبة للغرب، فإن الغرب الجماعي يحتاج إلى توتر وزعزعة مستمرين في إيران، حيث إن تعزيز مواقف الجمهورية الإسلامية في المنطقة غير وارد في خطط “الشركاء الغربيين”.
كما أن تفاقم الوضع حول انتهاك حقوق الأقليات يركز بشكل مصطنع على اهتمام ممثلي هذه الجماعات العرقية والدينية، المشار إليها في “التقارير”، بشأن المضايقات التي تمارسها السلطات الإيرانية، في الواقع، هذا نوع من الزناد لاستئناف الاضطرابات.
إذا لم تكن هناك كلمات في نشر نشطاء حقوق الإنسان بأن طهران ترتب إعدام البلوش، فإن مقاطعات سيستان وبلوشستان لم تعير اهتماماً كبيراً لهذا الأمر، لأن الأزمة في هذه المنطقة محلية وترتبط بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية وليس النضال من أجل فصل المنطقة عن إيران.
التقارير نفسها، التي يبدو أنها تستهدف السكان الإيرانيين، تُنشر في الغالب باللغة الإنكليزية فقط.. لماذا؟ الأمر بسيط – تعمل المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الحكومية التي يُفترض أنها مستقلة في الواقع على وضع أجندة مخصصة، وهو أمر ضروري لتشويه صورة القيادة الحالية لإيران في عيون الرجل العادي الغربي، وليس القيادة الإيرانية.
كما أن أسلوب عرض النص في مثل هذه المنشورات قريب من الأسلوب الفني، حيث لا أحد يهتم بالأشكال الجافة، حكم الإعدام الصادر بحق 19 متهماً هو مجرد إحصائية، لكن “القتل المرعب أو المروع لمقاتلي نظام البلوش” يخلق صورة مختلفة تماماً للدراما في أذهان المجموعة المستهدفة.
بالنتيجة، ستستمر التغطية الأحادية الجانب للوضع في الغرب، لأنها مفيدة في ضوء الحاجة إلى مزيد من التوتر في إيران، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، فإن عدم الاستقرار والتهديد المزعوم لـ “الديمقراطية العالمية” يبرران التكلفة الهائلة للحفاظ على مجموعة عسكرية في الشرق الأوسط مع إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران.