الرياض – (رياليست عربي): وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الخميس، إلى السعودية في أول زيارة له للمملكة منذ قضية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، عام 2018، والتي أحدثت أزمة سياسة في العلاقات بين أنقرة والرياض.
اللافت في الزيارة أن الرئاسة ووسائل الإعلام التركية، اهتمت بشكل لافت بتغطية الزيارة واستبقت نتائجها الفعلية، بالحديث عن تفاهمات واتفاقات متوقعة بين الجانبين.
قال أردوغان للصحافيين قبل مغاردته تركيا متوجهاً إلى السعودية: “سنحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية”، وعبّر عن أمله أن توفّر الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين، معبراً أن أشكال التعاون ستكون في مجالات الدفاع والتمويل.
وحتى كتابة سطور التقرير لم تصدر عن الدوائر الرسمية في المملكة، أي تصريحات إيجابية حول الزيارة وأجندة المباحثات المشتركة المحتمل أن يناقشها الرئيس التركي، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أيضاً تعمدت وسائل الإعلام في المملكة تجاهل تغطية وصول أردوغان.
على مستوى الاستقبال أيضاً تعمدت الرياض تخفيض مستوى التمثيل ولم يخرج الملك سلمان أو ولي عهده استقبال الرئيس التركي، حسب البروتوكولات المعمول بها هنا أثناء زيارة كبار القادة ورأينا ذلك في مراسم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومؤخراً خلال زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وكان في استقبال الرئيس التركي في مدينة جدة، بمطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ولم يحظَ أردوغان بمراسم اعتادت السعودية تنظيمها في مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى.
وربما تفسر مراسم الاستقبال المتواضعة وتوقعات الأتراك بها، تصريحات مسؤول تركي تحدّث لوكالة فرانس برس مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إنّه من المتوقع ألا تصدر تصريحات عن أردوغان خلال هذه الزيارة.
فيما أكدت مصادر سعودية، أن الرياض تتحفظ على التعبير عن أي حفاوة بالزيارة، وتكتفي بسماع وجهة النظر التركية في مستقبل العلاقات، بدون تقديم وعود معلنة بالاستثمارات أو ترسيخ التعاون أو العلاقات الاقتصادية، لما يتملك القادة في السعودية من غضب تجاه سلوك الرئيس التركي إبان قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، والذي استغلها بطريقة لافتة بهدف ابتزاز الرياض سياسياً، والضغط على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لفرض نفوذه على مملكة النفط الخليجية ومحاولة إدخاله بيت الطاعة التركي.
وكان الرئيس التركي قال في فبراير/ شباط الماضي، إن بلاده تواصل ما أسماه “الحوار الإيجابي” مع السعودية وتريد اتخاذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة لتحسين العلاقات، وتأمل أنقرة أن تنهي الزيارة، مقاطعة سعودية غير رسمية للواردات التركية، منذ عام 2020 وسط حرب كلامية حول قضية خاشقجي، وخفضت المقاطعة الواردات التركية إلى المملكة بنسبة 98٪.
خاص وكالة رياليست.