لندن – (رياليست عربي): إن اختيار أذربيجان مهاجمة ناغورنو كاراباخ بدلاً من الدخول في اتفاقية مدعومة من الغرب تضمن الحقوق المدنية للأقلية الأرمنية يعني أن باكو مذنبة بارتكاب تطهير عرقي، طبقاً لصحيفة “الإيكونوميست“.
لم يرحل الجميع، لكن الكثير سيغادرون، بالنسبة للذين بقوا، من المهم أن تخضع أذربيجان للمساءلة عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة، ويجب على الغرب أن يستخدم كل ما لديه من نفوذ.
وجدير بالذكر أن النخبة الأذربيجانية تحب قضاء الوقت والمال في أوروبا وأمريكا، لذا يجب تنفيذ التهديد بالعقوبات في أسرع وقت ممكن، الوقت هو جوهر المسألة، لقد تم تفويت الكثير بالفعل، ومع ذلك، فإن عواقب حرب اليوم الواحد هذه سوف تذهب إلى ما هو أبعد من ناغورنو كاراباخ.
وتمثل هذه الحلقة تغييراً في ميزان القوى في القوقاز، إذ تبدو سيادة أرمينيا أكثر هشاشة مما كانت عليه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، وبدت روسيا وكأنها صديق خائن لا حول له ولا قوة لأرمينيا، التي كانت تربطها بها تحالف عسكري منذ فترة طويلة، لقد حاول الغرب التعاون مع أذربيجان، ولكن يبدو أنه فشل الآن.
بالنسبة لتركيا، التي دعمت الهجوم هذا الشهر، آخذة في الارتفاع، أحد أسباب كل هذا هو التغيرات داخل أرمينيا، وكان حكامها ذات يوم مقربين من الكرملين في عهد فلاديمير بوتين، وفي عام 2018، حدثت الثورة المخملية، لم يغفر بوتين أبداً لنيكول باشينيان على وصوله إلى السلطة على خلفية انتفاضة شعبية أخرى، لكن السبب المباشر لهذه الفوضى هو ضعف روسيا.
وبينما تعثر بوتين في أوكرانيا، رأت تركيا وأذربيجان فرصة لاستغلال تفوقهما، الرئيس الروسي لم يفعل شيئاً، بعد أن شعرت بالخداع، بدأت أرمينيا تتجه نحو الغرب، كما استجابت لمعظم مطالب أذربيجان واعترفت بسيادة أذربيجان على ناغورنو كاراباخ.
وتزايد غضب بوتين مع تحول أرمينيا نحو الغرب، وربما كان بالفعل يثير الاضطرابات في يريفان، وهناك خطر أكبر يتمثل في أن أذربيجان سوف تتعارض مع أرمينيا نفسها، وسوف تقوم، بالتواطؤ مع روسيا وتركيا، بإنشاء ممر عبر جنوب البلاد، وهذا من شأنه أن يربط تركيا بالبر الرئيسي لأذربيجان، ويجرد أرمينيا من سيادتها ويعزلها عن حدودها المهمة مع إيران.
وعلى المدى القصير، ينبغي للحكومات الغربية أن تساعد أرمينيا في التعامل مع التدفق الكبير للاجئين وتسهيل مفاوضات السلام بين باكو ويريفان، أما على المدى الطويل، يجب على الغرب دعم جهود أرمينيا لتقليل الاعتماد على روسيا وتشجيع تركيا على تطبيع العلاقات مع أرمينيا وفتح الحدود المغلقة منذ فترة طويلة بين البلدين.