طرابلس – (رياليست عربي): أثار إعلان سيف الإسلام القذافي النجل الأكبر للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تقدمه للانتخابات الرئاسية في ليبيا، جدلاً واسعاً في أوساط الشارع الليبي، وسط ترحيب من أنصار النظام السابق وامتعاض الكثيرين من هذا الأمر رغم اختلاف توجهاتهم، مع جدل قانوني واضح حيال خطوته هذه.
ورغم تواتر الأخبار عن تقديم سيف الإسلام القذافي أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، إلى فرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في سبها جنوبي ليبيا، إلا أن الصور والفيديوهات الملتقطة وتصريح سيف الاسلام المقتضب لم يبين هل الأمر تقديم أوراق ترشحه، أم فقط استلام بطاقة الناخب.
غير أن العقبات القانونية الكثيرة لا تزال أمام نجل الرئيس الليبي الراحل منها الحكم عليه بالإعدام وكذلك مطالبة الجنائية الدولية بضرورة المثول أمامها.
كما يخشى الليبيون خصوصاً في إقليم برقة من وصول سيف الإسلام القذافي للحكم، لأنه توعدهم سابقاً حين الانتفاضة على حكم أبيه، بالانتقام وإخراجهم من ليبيا، كما توعد مناطق أخرى بأنهم سيحرمون من التنمية ويجعل منهم مواطنين درجة ثانية.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أفادت في بيان سابق لها إن قانون الترشح للانتخابات الرئاسية والذي وافق عليه البرلمان، نص على “ألا يكون صادراً بحق المرشح حكم نهائي في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، وأن يقدم إقراراً بذلك مرفقاً بشهادة الحالة الجنائية”.
كما نصت شروط الترشح ألا يحق الترشح لمن صدر بحقه قرار بالعزل التأديبي من قبل، وفي حال كان المترشح يشغل وظيفة قيادية عامة، ينبغي عليه التوقف رسمياً عن ممارسة عمله قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات المقرر في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتقديم ما يثبت ذلك من وثائق.
يذكر أن سيف الإسلام القذافي ظلَّ مختفياً عن الأنظار لأكثر من أربع سنوات في سجن بمدينة الزنتان الليبية، ثم أطلقت سراحه المجموعات المسلحة في مدينة الزنتان عام 2017 وكانت هذه المجموعات ألقت القبض عليه نوفمبر 2011.
ورغم صدور حكم بالإعدام على سيف الإسلام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، إلا أن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، كما قضت المحكمة العليا في ليبيا بإسقاط حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي مارس 2021.
وتتركز مناطق تأييد القذافي الإبن في الجنوب لعدة عوامل منها عوامل اجتماعية، ومصالح لبعض القبائل في نظام القذافي، أيضاً وجود مصالح لبعض الآلالف المقيمين في الجنوب من ذوي الأصول الأفريقية.
وأعلنت عدة شخصيات عزمها دخول سباق الترشح للإنتخابات الرئاسية إثر إعلان المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الأسبوع الماضي، عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل.
من بين الشخصيات التي أعلنت نيتها خوض سباق الترشح فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، ومندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، والدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي، حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق، الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، ورجل تركيا والدبلوماسي الليبي حافظ قدور وغيرهم.
كما انطلقت عدة حملات شعبية لتجميع تزكيات لترشيح القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لرئاسة الدولة، وبحسب مصادر مقربة من قيادة الجيش فإن إجمالي التزكيات التي تم جمعها حتى الآن فاقت 800 ألف توقيع.