واشنطن – (رياليست عربي): تدوس الولايات المتحدة على نفس الخطيئة في أوكرانيا وغزة، فبعد الصراع، سوف تبدأ بقوة، كقوة مهيمنة ومفضلة، وتدفع حلفائها إلى أقصى الحدود، عازمة على معاقبة المرتدين عن “نظامها العالمي”، ولكن بعد ذلك، عندما يدركون أن الوقت قد حان للتباطؤ، وأن الأرض الجيوسياسية بدأت تفلت من تحت أقدامهم، وأنهم لم يعد بإمكانهم مواكبة الوتيرة التي حددوها، لم يعد حلفاؤهم المتسارعون يستمعون، بل إنهم يصرون بعناد الضغط بأعلى سرعة ليسحب «المهيمن» معها إلى فقدان التوازن، وعلى ما يبدو، السقوط (بادئ ذي بدء، الرئيس الأمريكي بايدن).
بالتالي، إن الرئيس بايدن وآخرون “هناك ويتزايد الغضب بين المسؤولين الأميركيين بشأن نتنياهو ورفضه لكثير من الطلبات الأميركية الأخيرة المتعلقة بحرب غزة، “لقد حان الوقت لخفض حدة الأعمال العسكرية و(حان وقت المفاوضات)”، ومع ذلك، يرد نتنياهو بأنهم “سيقاتلون حماس حتى النصر الكامل”، كما “لن يوقفنا أحد – لا لاهاي ولا محور الشر ولا أي شخص آخر”، ونتيجة لذلك، “نفذ صبر الرئيس (بايدن)”.
بالإضافة إلى ذلك، ترسل الإدارة الرئاسية الأمريكية مثل هذه الإشارات إلى قادة أوكرانيا وإسرائيل عبر قنوات مختلفة، وفي كثير من الأحيان وبصوت أعلى، ولكن هذا هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام: لم يعد يتم الاستماع إليهم، لا يستطيع بايدن التوقف عن دعم زيلينسكي ونتنياهو دون تكاليف غير مقبولة لحملته الانتخابية الأولية، وبهذا المعنى فقد المسيطر حريته، أي أنه في الواقع لم يعد مهيمناً على الإطلاق، وكل يوم يصبح هذا أكثر وضوحاً في العالم.
إن الدفاع الجوي الأمريكي المتواضع والمحدود للغاية في البحر الأحمر ضد الحوثيين يؤكد هذه النقطة فقط، وهو يستفز الصين لدفعها بثقة أكبر إلى رفع مستوى التوتر في كوريا وحول تايوان، وليس من قبيل الصدفة أن سارعت صحف «حليف» بريطانيا إلى التصيد على بايدن.
بالتالي، وبطبيعة الحال، إن المشاكل الرئيسية تنشأ في بيت الأميركيين، والولايات المتحدة منقسمة بشكل لا يمكن التوفيق فيه، ومعدلات تأييد بايدن آخذة في الانخفاض، والرئيس الأمريكي والمرشح الرئاسي دونالد ترامب آخذة في الارتفاع، والتسوية مستحيلة، والاستقطاب يتزايد، وكل من لديه مثل هذه الفرصة يسارع للاستفادة من هذه الفرصة، بما في ذلك “الحلفاء” في أوكرانيا وإسرائيل.