القاهرة – (رياليست عربي): اعتادت أميركا استغلال ملف سد النهضة لابتزاز أطراف الأزمة الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، وتتناقض مواقفها حسب تنقل مسؤوليها بين العواصم، في مصر والسودان تساند بالبيانات الدبلوماسية، وفي إثيوبيا تحرض وتدعم أديس أبابا سياسياً.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، بمسؤولين حكوميين مصريين رفيعي المستوى لدفع الجهود الدبلوماسية من أجل تسوية بشأن سد النهضة الإثيوبي، بما يدعم الاحتياجات المائية والاقتصاد ومعيشة كل مواطني مصر والسودان وإثيوبيا، وفق بيان صادر عن السفارة الأميركية بالقاهرة.
وقد صرح هامر قائلاً: “جئت إلى القاهرة في أول رحلة رسمية لي للمنطقة لأستمع إلى آراء شركائنا المصريين بشأن القضية المهمة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي الكبير، ولفهم احتياجات مصر المائية بشكل أفضل، نشارك بنشاط في دعم طريق دبلوماسي للمضي قدما تحت رعاية الاتحاد الأفريقي للتوصل لاتفاق يوفر الاحتياجات طويلة الأجل لكل مواطن على امتداد نهر النيل”.
وخلال لقائهما مؤخراً، أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، مجدداً عن دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر، وصياغة قرار دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في إقامة منطقة أكثر سلاماً وازدهاراً.
وركزت زيارة المبعوث الخاص هامر إلى القاهرة، والتي جاءت بعد أيام فقط من لقاء الرئيسين بايدن والسيسي، على هذه الأولوية، وفق البيان.
وفي وزارة الخارجية المصرية، التقى المبعوث بفريق مشترك من الجهات المسؤولة عن مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا والسودان، والتقى في البرلمان بالنائب كريم درويش، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3.5 مليار دولار لتعزيز الأمن المائي في مصر من خلال توفير المياه النظيفة لربع سكان مصر، وتطوير خدمات معالجة المياه في القاهرة والإسكندرية، وتحديث محطة توليد الكهرباء في سد أسوان، وبناء البنية التحتية للمياه لسكان شمال سيناء.
وتأتي “مشاركة المبعوث الخاص هامر في سد النهضة امتداداً لهذا السجل القوي وتاريخ الشراكة الأميركية مع مصر”.
وخلال الاجتماعات، سلمت القائمة بالأعمال، نيكول شامبين، دعوة من البيت الأبيض للرئيس السيسي لحضور قمة القادة الأميركية الأفريقية، التي ستنعقد في واشنطن في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 2022.
وقال البيان إن “مشاركة مصر في القمة ستساعد المنطقة وتعزز العلاقات الأميركية المصرية والعلاقات الأميركية الأفريقية، بينما نعمل معا لمواجهة التحديات العالمية”.