أبو ظبي – (رياليست عربي): إن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي تأتي في إطار التنسيق الدائم بين أبوظبي وأديس أبابا في ملفات متعددة.
إذ أن توقيت الزيارة لا يمكن أن يُستبعد منه، التطورات الأخيرة في المشهد الإثيوبي من جانبين الأول الحرب الجارية بين القوات الحكومة المركزية في أديس أبابا وبين عناصر تيغراي وغيرها، والجانب الآخر خاص بتطورات ملف سد النهضة، كما أن هناك ملفات وقضايا ثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين إثيوبيا وأن زيارة رئيس الوزراء آبي احمد إلى أبوظبي ناقشت مسارات العمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
فضلاً عن أن هناك استثمارات إماراتية في إثيوبيا تزيد عن 5 مليارات دولار، وأن هناك العديد من الشركات الإماراتية التي تعمل في الأراضي الإثيوبية وكلا الجانبيبن حريصين على الاستثمار فيما بينهم.

عن دلالات وأبعاد هذه الزيارة، قال الأستاذ عباس محمد صالح، الكاتب السياسي والمتخصص بشؤون القرن الإفريقي، في تصريح خاص لـ “رياليست“: درجت السياسة الخارجية لأبو ظبي على الاستثمار عالي المخاطر على الدوام، ومن هنا تراهن أبو ظبي من وراء ذلك في إثيوبيا على الحصول على حصة الأسد من الاستثمارات في هذا البلد الذي يتمتع بفرص مهولة ومغرية في كافة القطاعات.
ويضيف، علاوة على ذلك، تتمتع أبو ظبي بعلاقات قوية مع آبي أحمد شخصياً على كافة المستويات منذ 2018، ولكن أكثرها بروزاً في الوقت الراهن هو الدعم العسكري مؤخراً في مواجهة تقدم قوات تيغراي صوب العاصمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي (2021)، حيث سيّرت أبو ظبي جسراً جوياً لتعزيز مواقف الحكومة الفيدرالية في أديس ابابا.
بالتالي، هذه الزيارة ستعالج كل المفات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويرى الخبير في شؤون القرن الإفريقي أن هناك أيضاً سياق آخر لزيارة آبي أحمد، وهو الحديث عن وساطة تقوم بها أبو ظبي مصر وإثيوبيا حول سد النهضة بحكم العلاقات القوية التي تجمعها بهذين البلدين.
من هنا، وبجانب ذلك تسعى أبو ظبي أيضاً من هذه التحركات لأن تكون جزءاً من الجهود الدولية التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدين لإنهاء النزاع في إثيوبيا.
خاص وكالة رياليست.