القاهرة – (رياليست عربي): تبرز أزمة تايوان مزيد من التسارع في الصراع – ما هي السيناريوهات المتوقعة هل سيتوقف العالم، أم سيلجأ العقلاء للحوار وإعادة الفضل للدبلوماسية، والحوار بعيدا عن التصعيد والعقوبات؟
عن ذلك وغيره، حاور الأستاذ محمد صابرين، السفير والوزير السابق ومستشار الرئاسة للشؤون العربية، محمد العرابي حول مستقبل العالم بعد الأزمة الأوكرانية، من خلال استقراء المشهد الحالي وتوقعاته عن المستقبل، أعد وأنتج اللقاء، الأستاذ أحمد مصطفى، ضمن مشروع عين على الشرق.
السفير العرابي: “لا رابح ولا خاسر في الحرب الأوكرانية وكل الأطراف المتناحرة تلجأ للبروباغندا لإظهار انتصارات وهمية، والشعوب هي من تدفع الثمن”.
“لن يحدث إتفاق نووي – لأن إيران لديها قدرة كبيرة في استهلاك الوقت وكسبه وتبني قوتها النووية، وهو هدفها الاستراتيجي وكذلك استدراج الغرب”.
“المشاكل العربية العربية لا يمكن تصفيرها بسهولة من خلال قمة عربية ناجحة واحدة هناك أمور أخرى يجب التحدث عنها”.
كيف ترى المشهد بعد أزمة أوكرانيا والغذاء والطاقة؟
السفير العرابي: يمكن تشخيص الحالة بحالة الفوضى الاستراتيجية – ربما قيادات العالم تهتم بالمنافسة وليس مصلحة البشر، (كوفيد 19) 2020 – 2021 – انسحاب أمريكا من أفغانستان – 2022 الحرب الأوكرانية – هناك تسارع في الأحداث بشكل غير مسبوق، فما كان يحدث كل عشر سنوات يحدث في كل عام.
هل نحن أمام مشهد متعمد تدفع اليها أطراف عدة، أم حساسيات داخلية خاطئة، وإشارة المحللين الانتخابات النصفية الأمريكية، واعادة انتخابات الرئيس تشي، واحساس بوتين بعدم احترام الغرب لروسيا؟
السفير العرابي: يمكن التلخيص في حالتين: أولاً، التنافس ما بين الدول الكبرى (أمريكا، وروسيا، والصين)، وثانياً، التحرك في القرن الحادي والعشرين بعقلية قرنين ماضيين (فكر الإمبراطوريات)، وعليه لو وقعنا فريسة للفكر التوسعي فكل دولة تحاول أن تستحوذ على دولة اخرى لأنها كانت تحتلها، فالدول الصغيرة والمتوسطة ستدفع الثمن.
ما هي أجندة الرئيس بايدن وبوتين وتشي؟
السفير العرابي: أجندة عقيمة بوتين يتحرك بعقلية الإتحاد السوفيتي في إطار الشيوعية – كان لا بد أن يطور هذه العقلية التنافسية من أجل الحياة، وليس التدمير وتغيير مبدأ الردع وجعله “من الردع للرد”، وهذا يعني إمكانية استخدام سلاح نووي فنحن نفتقد للعقلاء.
أما بايدن – لست مع فكرة انتخابات نصفية هي التي تسيطر على بايدن أما خروجه المذل من أفغانستان جعله يفكر في استعادة هيبة الولايات المتحدة كـ توريط الروس في حرب مع أوكرانيا.
أما تشي معروف بالحكمة، ولا داعي للتفريط في قوته في الوقت الحالي – سيتحرك في حفظ ماء الوجه والنزاع العسكري الذي سـ يستنزفه.
هل هناك رابحين وخاسرين؟
السفير العرابي: لا يوجد – حتى في الحرب الأوكرانية وإطالة أمد الحرب، وكأنها حرب استنزاف بالاستدراج، ولا يمكن أن نقول ربما ستحتفل أي دولة يوما بالنصر لأن الأهداف التي حققوها لا تستحق الذكر.
هل سنشهد انفراجة في الملف النووي أم هي مجرد أوهام؟
السفير العرابي: لن يحدث إتفاق نووي – لأن إيران لديها قدرة كبيرة في استهلاك الوقت وكسبه وتبني قوتها النووية، وهو هدفها الاستراتيجي وكذلك استدراج الغرب. ولكن إيران لا زالت تعمل في ضوء مرحلة الردع، ولكن العالم ينتقل من الردع للرد، وهي تحاول التوسع في المنطقة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وفي نفس الوقت أن يكون لديها قدرة على إنتاج سلاح نووي، لا بد من التفكير بأسلوب آخر للاندماج بالمنطقة.
هل نحن على مقربة من تصفير المشاكل مع دول الجوار (تركيا وإيران)؟
السفير العرابي: لا اعتقد، لأن تركيا، على سبيل المثال، تصنع مشاكل بكل سهولة فتصنع مشاكل حتى مع الناتو وأرمينيا، ومشاكل في ليبيا، حتى ما الحليف الروسي نفسه، فهي معه وضده في ذات الوقت، بحيث تحاول وضع الآخرين في مشاكل – العالم العربي يحاول تصفير المشاكل مع بعضه البعض.
هل هناك رهانات كبيرة في العلاقات العربية العربية وخصوصا بعد القمة العربية في الجزائر، أم لا بد من عدم رفع سقف التوقعات؟
السفير العرابي: لدينا نقاط خلافية الموقف من إيران، عودة سوريا للجامعة العربية، الخلاف المغاربي بين الجزائر والمغرب، الدول العربية الهشة، هناك تحالفات صغيرة عربية منضبطة مثل مجلس التعاون الخليجي، العلاقات المصرية مع الأردن والإمارات، وهي تمثل عمل عربي مشترك مواز، لعمل الجامعة العربية وهذا يضعف الجامعة العربية.
هل المشاكل في المنظور القريب عربيا مرشحة للحل؟
السفير العرابي: للأسف لا، لأن الملفات الخلافية أكثر من المتفق عليها.
كسفير سابق في ألمانيا هل ألمانيا ستخرج من الأزمة ويمكنها لعب في هذه الأزمة؟
تاريخيا الشتاء لعب دورا كبيرا مع روسيا سواء مع نابليون ومع هتلر – فـ الشتاء قاس جدا على الاتحاد الأوروبي – مع انه روسيا للأسف قد خسرت ألمانيا كشريك ولن تنصلح العلاقة لوقت طويل – إلا أنه لن ينهار الإتحاد الأوروبي، لأنه منظم ولم ينهار بعد خروج بريطانيا، ولكن ضعف ألمانيا اقتصاديا يمكن أن يؤثر سلبا على الإتحاد بشكل عام.
في اليوم التالي لهذه الأزمات وانتهاء الصراع في أوكرانيا، هل سنكون إما عالم أحادي القطبية، أم متعدد الأقطاب؟
السفير العرابي: سيصبح متعدد الأقطاب مع بقاء هيمنة امريكية، والدخول في عمليات دعائية لكل طرف على أساس أنه جنى المكاسب، فأصبحنا في حروب (بروباغندا) ليست في مصلحة الشعوب، فحق الشعوب الأمن والطعام والماء والطاقة – إلا أن محاولة إستعادة الهيبة لدى البعض على حساب دول أخرى، بخرق القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة ودورها في مجلس الأمن.
خاص وكالة رياليست.