برلين – (رياليست عربي). دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الثلاثاء، قادة الأعمال إلى منح حكومته مزيداً من الوقت لإعادة توجيه أكبر اقتصاد في أوروبا، محذراً من أن تأثير الإجراءات الاقتصادية التي تم اعتمادها مؤخراً «سيستغرق وقتاً قبل أن يظهر».
وفي كلمة خلال مؤتمر لأرباب العمل في برلين، أكد ميرتس أن استعادة النمو المستدام هي الأولوية الأولى لائتلافه مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لكن التوقعات لا تزال قاتمة: فالناتج المحلي الإجمالي لم ينمُ تقريباً هذا العام، وتشير التقديرات إلى أن النمو سيكافح لتجاوز 1% في عام 2026 رغم زيادة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والدفاع عبر الاقتراض.
وقال ميرتس: «جمهورية ألمانيا الاتحادية ليست زورقاً سريعاً»، مشبهاً الاقتصاد بـ«ناقلة عملاقة ذات محركات ضخمة» لا يمكنها تغيير الاتجاه «°180 خلال أيام قليلة».
توتر داخل الائتلاف… وضغط على المستشار
يواجه ميرتس ضغوطاً سياسية متزايدة في ظل الخلافات الحادة داخل الائتلاف حول إصلاح نظام التقاعد. فقد هدّد عدد من النواب الشباب المحافظين بعرقلة المشروع داخل البرلمان، حيث تملك الحكومة أغلبية ضئيلة. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فأعلن رفضه إعادة التفاوض على الإصلاح الذي يعد جزءاً من البرنامج الحكومي وقد أقرّه مجلس الوزراء بالفعل.
ويتزامن ذلك مع تقدّم حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف في عدة استطلاعات وطنية، ما يقوّض الثقة في قدرة ميرتس على الحفاظ على ائتلافه الوسطي.
ميرتس: النمو هو الهدف… والشعبوية ليست الحل
وشدد المستشار على أنه سيبقى مركّزاً على استعادة التعافي الاقتصادي، قائلاً: «لا أريد أن أغادر منصبي ويُقال إنني وضعت الأولويات الخاطئة… إنعاش النمو يبقى هدفي المركزي — ولن يردعني أحد».
وحذّر من صعود الشعبوية اليمينية، قائلاً: «الشعبوية اليمينية ليست الحل. من يقرأ كتب التاريخ يدرك أن الكثير من الأنماط التي شهدناها سابقاً تتكرر اليوم».






