جنيف – (رياليست عربي): لم يعد الحديث عن مواجهة روسية – أوروبية حديثاً منطقياً وقابلاً للتحقق، بعدما كثرت التحليلات والدراسات التي تحدثت عن الخسائر التي يمكن أن تنتج عن مواجهة كتلك على القارة العجوز أولاً، وعلى الاقتصاد العالمي ككل ثانياً.
فقد استبعد الأمين العام المساعد السابق لمنظمة أوبك رمزي سلمان، حدوث مواجهة مسلحة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك لأسباب تتعلق بالطاقة وموقع روسيا المهم فيها، مشيراً إلى أن المواجهة ستكون مكلفة للجميع.
وتعزز هذه الفكرة كون روسيا أكبر المنتجين للنفط الخام في العالم، إذ تؤمن 11 في المئة من احتياجات العالم من المواد النفطية، ومن الصعب تعويض ذلك بسهولة، وروسيا تجهز أوروبا بـ 35 في المئة من احتياجاتها من الغاز، وليس من المعقول أن تلك النسبة يمكن أن تعوض بسرعة.
وبحسب الخبراء فإن هناك 3 دول فقط في العالم يمكن أن تعوض كميات النقص في النفط وهي روسيا وإيران وقطر، وموسكو وطهران حليفتان، أو أقله يشتركان في خصومة الغرب، فتخليوا ما إذا اتفق البلدان على معاقبة حلف الناتو وواشنطن ومن معهما في حال تم تصعيد المواجهة.
كما أن أي مواجهة كان يتم الحديث عنها، ستؤدي إلى توقف مصادر الطاقة في أوروبا، على المعامل والاستثمارات والسياحة والمنشآت، وحتى على تدفئة منازل المواطنين، فضلاً عن تأثر الاقتصاد بشكل يشبه حالة الشلل بسبب انعدام الطاقة وتوقفها، وبطبيعة الحالة فإنه عندما تضرب أوروبا أزمة اقتصادية حادة فإن ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمي، والعالم في الظروف التي يمر بها حالياً في غنى عن هذه الأزمة، لأنه أساساً يعاني مشكلة اقتصادية، فضلاً عن البؤر الكثيرة المشتعلة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى.
مما يعني أن على موسكو والغرب وأوكرانيا، إيجاد حل تقريبي، ومنع الانزلاق إلى أي تصعيد، لأن الجميع سيدفع الثمن غالياً، بما فيها الدول الغير معنية بأوكرانيا والناتو، لأن ما سيحدث سيكون كتسونامي اقتصادي مدمر.
خاص وكالة رياليست.