باريس – (رياليست عربي): أصدرت الحكومة الفرنسية تحذيراً رسمياً من الآثار المدمرة المحتملة لسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض. وجاء هذا التحذير في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها ترامب خلال أحد تجمعاته الانتخابية الأخيرة، حيث هدد بمراجعة جذرية لالتزامات الولايات المتحدة الدولية.
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى أن باريس تتابع بقلق متزايد التصريحات الأخيرة لترامب، والتي تشير إلى نية محتملة للانسحاب من عدد من الاتفاقيات الدولية الرئيسية. وأضاف المصدر أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الجيوسياسي وتقويض النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفرنسية من أن عودة السياسات الأحادية الجانب التي اتبعها ترامب خلال ولايته الأولى قد تدفع بالعالم نحو موجة جديدة من عدم الاستقرار. وأشارت إلى أن هذه السياسات كانت قد تسببت سابقاً في توترات حادة مع الحلفاء الأوروبيين، خاصة فيما يتعلق بملفات حساسة مثل التغير المناخي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتفاق النووي الإيراني.
في السياق ذاته، أعرب خبراء العلاقات الدولية في باريس عن مخاوفهم من أن تؤدي عودة ترامب إلى إحياء سياسة “أمريكا أولاً” التي تسببت في خلافات عميقة مع الشركاء الأوروبيين. كما حذروا من تداعيات محتملة على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن ترامب كان قد أعلن مؤخراً عن نيبة خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مما أثار موجة من القلق في العواصم الأوروبية التي تتخوف من عودة السياسات التي اعتبرتها معادية للمصالح الأوروبية خلال الفترة بين 2016 و2020.