الخرطوم – (رياليست عربي): يعاني السودان الفقير أساساً من أزمة اقتصادية متفاقمة منذ نفذ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان انقلاباً عسكرياً في الخامس والعشرين من تشرين الأول أطاح فيه بشركائه المدنيين في السلطة بينما يمر السودان بفترة انتقالية بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وانتهى مزارعون من حصاد محصولهم منذ آذار ووُعدوا بالحصول على 43,000 جنيه سوداني (75 دولارا) مقابل كل 100 كيلوغرام، وهو سعر تحفيزي حددته الحكومة للمزارعين لتشجيعهم على زراعة القمح لكن لم تخرج المحاصيل من مستودعات المزارعين وقد مضى شهران منذ جمعها.
وأضافوا: “كنا نمنح الحكومة المحصول كاملاً، ولم نضطر أبداً إلى إعادته إلى المنازل خصوصاً أنه ليست لدينا مخازن مهيأة” للاحتفاظ به.
هذا حال آلاف المزارعين السودانيين الذين يزرعون القمح كجزء من مشروع الجزيرة الزراعي وهو الأكبر نطاقاً في السودان.
وساهم المشروع على مدى عقود في تغطية جزء من إجمالي احتياجات السودان من القمح البالغة 2.2 مليون طن سنوياً، لكن هذا العام لم تستطع السلطات السودانية شراء كميات القمح الكاملة تاركة المزارعين يتدافعون لإخلاء مخازنهم.
ومنذ الحملة العسكرية الروسية لأوكرانيا في شباط وتداعياته على أسعار الحبوب والوقود، تلوح أزمات غذاء في العالم لا سيما في بلدان تعتمد في وارداتها بشكل أساسي على الدولتين المتنازعتين.
وتشكل واردات الخرطوم من القمح من موسكو وكييف معا بين 70 و80% من احتياجات السودان، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الماضي.
وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في آذار أن يغطي إنتاج القمح المحلي هذا العام ربع احتياجات القمح في السودان فقط.
وقالت وزارة المالية السودانية في وقت سابق هذا الشهر إنها ملتزمة بتشكيل احتياطي استراتيجي من القمح يصل إلى 300 ألف طن.
إلا أن مسؤولاً بالبنك الزراعي في ولاية الجزيرة قال: “البنك ليست لديه أموال حتى يشتري القمح (هذا العام)”، وأضاف: “طلبنا أموالاً من وزارة المالية وبنك السودان (المركزي) ولم نلق استجابة” وأكد مسؤول آخر بوزارة المالية السودانية نقص الأموال.
في الشهر الماضي، نظم العشرات من مزارعي القمح بالولاية الشمالية احتجاجاً خارج البنك الزراعي بعدما رفض استلام حصاد محاصيلهم.
ويتعرض السودانيون إلى موجة قاسية من ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة شملت الوقود والكهرباء والسلع الأساسية الأخرى وبلغ معدل التضخم حوالى 200%..
وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 18 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان السودان سيعانون من الجوع الحاد بحلول أيلول.