واشنطن – (رياليست عربي): على خلفية التوتر الحاصل بين روسيا والغرب، تظهر تهديدات مباشرة من واشنطن تجاه الصين، لا سيما بعد اتفاقيات روسية – صينية في مجالات الطاقة والاستثمارات والتبادل التجاري.
فقد ذكرت إدارة الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، أنها حذرت الحكومة الصينية على خلفية التوتر حول أوكرانيا من أن اندلاع نزاع مزعزع للاستقرار في أوروبا سيضر مصالح الصين في العالم أجمع، كما أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحدث سابقاً مع نظيره الصيني، وانغ يي، حيث شدد على المخاطر العالمية للأمن والاقتصاد التي يثيرها أي عدوان روسي لاحق ضد أوكرانيا، كما أشار إلى أن خفض التصعيد والدبلوماسية يمثلان طريقاً مسؤولاً إلى الأمام .
هذه التصريحات والمواقف الأمريكية تعكس تخوف واشنطن من تخندق روسيا والصين في خندق واحد تجاه ما يحصل من أزمة عالمية بين روسيا والغرب، والخوف الأكبر من أن يتخذ ذلك التخندق العالمي، صورة الشرق ضد الغرب، بما سينعكس على الاقتصاد العالمي ككل.
واشنطن تعلم بأن الصين ستكون وجهة روسيا الأكبر في حال تم فرض عقوبات أوروبية على روسيا، اقتصادياً ومالياً، وتعلم بأن ذلك قد يؤثر على ملف الغاز الروسي المُسال الذي يتم تمريره إلى أوروبا، بالتالي فإن موسكو ستقوم بلا شك بعقد اتفاقيات مع بكين في هذا الشأن، وهو ما حصل فعلاً، حيث وقعت شركة غازبروم الروسية في بكين عقداً طويل الأجل مع شركة البترول الوطنية الصينية “سي إن بي سي” (CNPC) لتوريد 10 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي.
كذلك فقد وضع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هدفاً جديداً لزيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين، بحيث تصل قيمته إلى 250 مليار دولار سنوياً، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين في عام 2021 بلغ 140 مليار دولار.
وفي وقت سابق وضع الرئيسان الروسي والصيني هدفاً لمضاعفة حجم التجارة بين البلدين من 100 مليار دولار سنوياً إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024، ثم حدد الرئيس الصيني هدفاً جديداً وهو زيادة أكبر للتبادل التجاري، هذه التطورات تؤكد وجود تحركات روسية – صينية كخطوات استباقية لما يمكن أن تنتج عنه أزمة روسية – غربية بسبب الملف الأوكراني، وهو مما لا شك فيه سيغضب واشنطن من بكين كثيراً.
خاص وكالة رياليست.