بكين – (رياليست عربي): بدت الصين أقرب الدول للاعتراف بحكومة حركة طالبان في أفغانستان، إذ يقف وراء هذا التقارب الصيني بين بكين وطالبان مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للصين، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
إلى الآن لم يتم الاعتراف الدولي بحركة طالبان رغم أنها أصبحت حقيقة والتعامل معها سيُفرض عاجلاً أم آجلاً، وللصين أهدافاً من الاعتراف بالحركة قبيل اي بلدٍ آخر، وأهم هذه الأهداف، هو الهدف الاقتصادي إلى جانب الصراع مع أميركا، والنفوذ الهندي في المنطقة.
ومنذ أن سيطرت الحركة على البلاد في 17 أغسطس/ آب الماضي، بقيت السفارة الصينية مشرعة أبوابها في كابول إلى جانب عدد من الدول الأخرى مثل: (الصين وروسيا وباكستان وتركيا وإيران)، وبالنظر إلى هذه الدول والتي انضمت مؤخراً إيران إلى منظمة شنغهاي، المنظمة التي تملك أكثر من 40% من الاقتصاد العالمي، من مصلحتها ضم أفغانستان إلى صف هذه الدول للإنعاش الاقتصادي الذي قد ضر بأميركا التي تعلم ذلك بكل تأكيد.
وسارعت الصين عبر خارجيتها للترحيب بإعلان طالبان في 8 سبتمبر/ أيلول، الحكومة، بعدها بيوم بالقول، إن “الإعلان أنهى أكثر من 3 أسابيع من الفوضى، ويعد خطوة ضرورية نحو استعادة النظام وإعادة الإعمار بعد الحرب”، وأمام اجتماع “منظمة شنغهاي للتعاون”، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنه: “من المهم دفع السلطات الأفغانية الجديدة لتشكيل هيكل سياسي شامل وواسع ينتهج سياسات داخلية وخارجية معتدلة”.
بالتالي، تملك الصين هدفاً غاية في الأهمية، وهو السعي لإقناع طالبان بتوقيع مبادرة الحزام والطريق لتشارك كابول في الربط مع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، إذ يربط هذا المشروع شرق آسيا بأسواق أوروبا عبر مروره في أفغانستان وإيران والعراق وتركيا، وهو ما تحاول الولايات المتحدة اليوم تقويضه عبر الإعلان عن اتفاقية أمنية جديدة في المحيطين الهندي والهادئ.
ويعد تقارب الصين مع طالبان جزءاً من الصراع الاستراتيجي مع واشنطن، وملء الفراغ الأميركي في وسط أسيا، من خلال تقديم بكين نفسها بديلاً، خاصة وأن إعلامها يروج لإقناع بلدان وسط وشرق آسيا بأنه لا يمكن الوثوق بواشنطن، بعد أن خذلت حلفاءها في أفغانستان.