لندن – (رياليست عربي): في ظل التوترات الحاصلة في العالم، تتأثر العملات التقليدية وأسعار النفط وأسعار السلع، لكن المفاجئ مؤخراً هو انخفاض قيمة العملات المشفرة أيضاً.
في هذا السياق تشير المعلومات الوارد من العاصمة البريطانية لندن بأن العملات المُشفّرة مُنيت بخسائر كبيرة في غضون الأيام الماضية، لتنخفض أشهرها بتكوين إلى أدنى مستوياتها خلال عام ونصف لأقل من 24 ألف دولار، مما يثير مخاوفًا بشأن مستقبلها مع استمرار الاضطراب في الأسواق العالمية.
ووفقا لبعض مواقع البيانات انخفضت قيمة سوق العملات المشفرة إلى 926 مليار دولار، في الوقت الذي تراجعت بتكوين حوالي 10 بالمئة إلى أدنى مستوى في 18 شهرا عند 23950 دولارا.
ويعكس تراجع بتكوين انخفاض سعرها بنسبة 65 بالمئة مقارنة بأعلى مستويات سجّلتها بتكوين في نوفمبر من العام الماضي.
ويرى مراقبون وخبراء اقتصاديون في لندن، أن التراجع في سعر بتكوين يعود إلى رغبة بعض المستثمرين في التخلص من تلك العملات وسط عمليات بيع واسعة النطاق في الأصول الخطرة.
وهوت القيمة السوقية للعملات المشفرة دون تريليون دولار للمرة الأولى منذ مطلع 2021.
فيما يعتقد محللون اقتصاديون في مركز كوروم للدراسات في لندن، أن العملات المشفرة ترتبط بشكل أساسي وبعلاقة قوية مع أداء مؤشر ناسداك التكنولوجي، وهذا يعني أنه بالتوازي مع انخفاض هذا المؤشر بحدة خلال الأيام الماضية، تهبط العملات المشفرة أيضاً.
وأرجع هؤلاء المحللون السبب في ذلك إلى تأخر البنوك المركزية في رفع سعر الفائدة، مع الارتفاع المضطرد في نسب التضخم، مما يدعو إلى خلق حالة من القلق بالنسبة للتوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي.
وأوضحوا أن العملات الرقمية ستأخذ وقتاً لتصحيح أوضاعها بعد الانهيار الكبير، مما يشبه انخفاض البتكوين في العام 2017 بنحو 80 بالمئة، ولم ترتفع لما يزيد عن 19 ألف دولار سوى بعد 3 سنوات، مضيفةً: قد نرى هذه الفترة مشابهة لذلك، وبالتالي لن تعود العملات الرقمية ارتفاعا كما عايشناه العام الماضي سوى بعد عدّة سنوات .