واشنطن – (رياليست عربي): خففت الإدارة الأمريكية العقوبات المفروضة على فنزويلا، على أمل أن يتمكن إنتاجها من تحسين الوضع في سوق النفط، حيث ظهر عجز ملحوظ مؤخراً، يعد هذا إنجازاً كبيراً بالنسبة لدولة في أمريكا اللاتينية، لكن خفض الأسعار على المستوى العالمي سيكون أكثر صعوبة بسبب حالة صناعة النفط الفنزويلية.
جاء ذلك بعد أن ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية، حيث تجاوزت الأسعار 95 دولاراً للبرميل، على الرغم من أنها ليست في أفضل الظروف (أسعار مرتفعة ومخاوف من تراجع الطلب في الدول المستهلكة الرئيسية)، وبحسب وكالة الطاقة العالمية، في النصف الثاني من عام 2023، يبلغ نقص الذهب الأسود في السوق العالمية 1.2 مليون برميل يومياً، وهو ما سببه تمديد اتفاق الحد من إنتاج دول أوبك، على سبيل المثال، أخرجت المملكة العربية السعودية طوعاً مليون برميل يوميا من السوق، وروسيا – 500 ألف.
ولم يكن بعض المستهلكين متحمسين لهذا الأمر، في البداية الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن عمال النفط الأميركيين يستفيدون من الوضع الحالي، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عن إدارة جو بايدن، التي لم تنجح علاقتهم بها، ومن مصلحة الحكومة الأمريكية في الوقت الراهن خفض الأسعار لثلاثة أسباب:
أولاً، يهدد ارتفاع أسعار النفط بتفشي جديد للتضخم في البلاد، وهو ما يخشى منه الحزب الديمقراطي الحاكم قبل عام من الانتخابات؛
ثانياً، تحاول واشنطن خفض عائدات التصدير الروسية وإعادة تكلفة النفط الروسي إلى سقف السعر البالغ 60 دولاراً، وهو ما تتجاوزه الآن بشكل كبير؛
ثالثاً، وصل الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ أربعين عاماً.
فقد خططت الإدارة لتجديد الاحتياطيات جزئياً، ولكن بالأسعار الحالية، هذه المهمة غير واقعية، وتنفيذها سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في الأسعار.
وبناءً على هذه الاعتبارات، حاولت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة تشجيع بعض اللاعبين في السوق على زيادة الإنتاج، كما حاولت واشنطن الضغط على السعودية (دون جدوى)، بل وبدأت تغض الطرف عن تحايل إيران على نظام العقوبات (وهذا أعطى نتيجة مؤكدة)، وتسير الوساطة في الحوار السياسي الداخلي في فنزويلا على نفس الطريق.