واشنطن – (رياليست عربي): إن الإفلاس في البنوك الأمريكية لم يكن بنك وادي السليكون وبنك سيجنتشر مفتاحاً للنظام المالي الأمريكي، لكن إغلاقها قد يضعف الدولار قليلاً.
هذه المؤسسات المالية لم تكن كبيرة لدرجة أن توقف عملها أدى إلى أزمة أو ركود، لكن حالات الإفلاس هذه تشير إلى تراجع الثقة في النظام المصرفي.
كما يظهر فشل البنوك أن حد “التشديد الكمي”، أي زيادة أسعار الفائدة من قبل نظام الاحتياطي الفيدرالي، والذي تم تنفيذه من أجل كبح التضخم في الولايات المتحدة، قادم، حينها من الطبيعي أنه عندما ترتفع أسعار الفائدة، يبدأ المستثمرون في تجربة نقص التمويل ويسحبون أموالهم من البنوك.
في الوقت نفسه، أكد أن الوضع في أكبر البنوك في الولايات المتحدة مستقر تماماً، ولم يواجهوا المشكلة التي تعاني منها البنوك المفلسة، مثل سوء تنويع مصادر التمويل.
لكن من المشكوك به في أن يصبح الفشل في القطاع المصرفي نظامياً كما كان في 2008-2015 عندما أفلست مئات البنوك في الولايات المتحدة.
إلا أن الإخفاقات الحالية للبنوك قد تؤدي إلى حقيقة أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة ستكون أقل عدوانية.
ومع ذلك، من ناحية أخرى، فإن انتهاء سياسة أسعار الفائدة المرتفعة يعني ضياع الأداة الرئيسية لكبح جماح التضخم، وبالتالي، يتم تشكيل نوع من الفخ الذي يتعين على الاحتياطي الفيدرالي فيه الاختيار بين الاستثمار من ناحية وكبح التضخم من ناحية أخرى.
أيضاً، في الوضع الحالي، من غير المتوقع أن يحدث ضعفاً كبيراً في العملة الأمريكية.
كما من الممكن حدوث ضعف طفيف في الدولار، وهو ما يمكن أن يستأنف نمو أسعار الطاقة، وخاصة النفط. بالنسبة للدول المستوردة للنفط التي تدفع مقابل المتاجرة بعملات غير الدولار، ستكون هذه التجارة أكثر جاذبية”، حيث أن الوضع الحالي في الولايات المتحدة من غير المرجح أن يؤثر بشكل كبير على الأسواق الخارجية وأسعار الصرف الأجنبي.
في اليوم السابق، شاركت وكالة التصنيف الدولية موديز نظرة مستقبلية جديدة للنظام المصرفي الأمريكي، والتي تغيرت من مستقر إلى سلبي، وفقاً لتقارير قناة 360 التلفزيونية.
تم اتخاذ هذا القرار بعد التسابق على الودائع من بنك سيلفرغيت (في عام 2022، قدرت أصول الشركة بمبلغ 11.4 مليار دولار)، وبنك سيجنيتشر (110.4 مليار دولار)، وبنك سيليكون فالي (209 مليار دولار)، كانت الشركتان الأخيرتان من بين أغلى 30 مؤسسة مالية في البلاد.
في 11 مارس، أصبح معروفاً بإفلاس أحد أكبر البنوك في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وتم إغلاقه في 10 مارس، وكما أشارت رويترز، فإن إفلاس مثل هذه المؤسسة الائتمانية الكبيرة كان الأول منذ الأزمة المالية لعام 2008، وفي اليوم التالي، تم إغلاق بنك نيويورك سيجنيتشر، فهل تستطيع الإدارة الأمريكية إنقاذ هذا الوضع في ظل دعمها اللامحدود لأوكرانيا، والذي قد يغير معطيات التعاطي مع هذه الأزمة من بين أزمات كثيرة في المستقبل القريب.