بكين – (رياليست عربي): قال نائب مدير معهد روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في جامعة رينمين الصينية، إن التحولات الجيوسياسية في العالم، تخلق فرصاً جديدة وتحفز التعاون بين الصين وروسيا في قطاع الطاقة.
ظهرت اتجاهات جديدة، على سبيل المثال، بسبب الصراعات الجيوسياسية الجديدة، التي تبين أن تأثيرها متعدد الأطراف، وفي ظل هذه الخلفية، هناك العديد من الفرص المواتية لتعزيز التعاون بين الصين وروسيا الاتحاد في قطاع الطاقة، حيث أن روسيا تولي المزيد من الاهتمام للتعاون في مجال الطاقة في الاتجاه الشرقي.
في ظل ظروف الوضع الدولي الصعب، فإن السلطات الصينية “تتفهم تماماً موقف روسيا”، كما أن المجتمع الدولي بحاجة إلى حل مشاكل التنمية منخفضة الكربون، وأن إمداد الغاز والكهرباء من الاتحاد الروسي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي اعتبار استيراد النفط الروسي مكوناً مهماً في التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، كما أن مثل هذه المشاريع لا تستبعد التعاون متعدد الأطراف، على سبيل المثال، إشراك شركاء من كازاخستان.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تزايد استهلاك الصين من الفحم الصديق للبيئة، حيث تستورد المزيد من شركة نقل الطاقة هذه من الخارج من الفحم، لكننا الآن بكين بحاجة أيضاً إلى استيراد المزيد من الفحم من الاتحاد الروسي الشريك المهم في استيراده، وقد حققنا نجاحات عديدة في هذا الاتجاه.
توسيع التعاون
روسيا لديها موارد طبيعية غنية للغاية، وتمثل مصادر الطاقة التقليدية حصة كبيرة من إنتاجها وصادراتها، ولدى الاتحاد الروسي أيضاً إمكانات هائلة في تطوير مصادر طاقة جديدة، والتي لا تزال غير مستغلة بالكامل.
بالنسبة للشركات الصينية، فهي تشارك بنشاط في مشاريع مشتركة مع روسيا، وتحفز تطوير هيكلها القطاعي في قطاع الطاقة، كما أن الدور الاستراتيجي للآليات الحكومية هي التي تساهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
بالتالي، هذا ليس مجرد تفاعل تجاري، لقد انتقل من مجال التعاون الحكومي الدولي إلى مستوى الاتصالات الخاصة وهو ذو طبيعة شاملة.
وفي وقت سابق، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً بشأن التصديق على اتفاقية حكومية دولية مع الصين بشأن التعاون في توريد الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين عبر طريق الشرق الأقصى، وتم توقيع الاتفاقيات في موسكو وبكين في 31 يناير، وهي تحدد شروط التصدير، بما في ذلك عبر القسم العابر للحدود من خط أنابيب الغاز عبر نهر أوسوري، بالإضافة إلى ذلك، تنظم هذه الوثيقة قضايا القانون المدني والضرائب والجمارك، وتحدد آلية لحل النزاعات إذا نشأت.
وجدير بالذكر أن روسيا هي مصدر رئيسي للنفط والغاز إلى الصين، وفقاً للجمارك الصينية، في عام 2022، زادت واردات النفط الروسي إلى الصين بنسبة 8.2٪، لتصل إلى 86.24 مليون طن، والغاز الطبيعي المسال – بنسبة 44٪ (حتى 6.5 مليون طن).
أما بالنسبة لغاز خط الأنابيب، فوفقاً للإحصاءات الروسية، زادت عمليات التسليم عبر خط أنابيب غاز سيبيريا بنسبة 49٪ خلال هذه الفترة، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 15.5 مليار متر مكعب. م.